في خيمة أحد المترشحين للمجلس النيابي ألقى الخبير الرياضي البحريني، نبيل طه، محاضرة عرض من خلالها معلومات أدهشت الحاضرين، وجعلت كل واحد منهم يقلق ويتساءل عن مصير أبنائه ومستقبلهم. أما المترشح النيابي فسبب استعانتـه بـــه أنــــه هو الآخر رياضي ومن المهتمين بالرياضة وممن يدركون أهميتها، وبالتأكيد سعى للاستفادة من حب الناس للرياضة ليخدم برنامجه الانتخابي، لكن نبيل طه نفسه وإن كان يدرك هذا الهدف واستجاب بحكم العلاقة الشخصية مع المترشح إلا أنه حرص على استغلال المناسبة لتوصيل رسالتين؛ الأولى إلى الجمهور الذي صدمه بمعلومة صعبة الاستيعاب، والثانية إلى المجلس النيابي الجديد ليتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية المواطنين من المصير الذي توقعه لأبنائهم استناداً إلى معلومات علمية وواقعية.
هذا الخبير الرياضي الذي يدهش جمهور محاضراته دوماً بقدراته وبطريقته في الشرح وتبسيط المعلومة وتوصيلها إليه بسهولة ويدهشه بما يختزنه من معلومات وخبرات وبعد نظر، صدم الجميع بقوله إن الواقع يؤكد أن أعمارنا نحن الآباء -يقصد الذين تجاوزوا الخمسين- أطول من أعمار أبنائنا، أي أن أبناءنا لن يتسع لهم أن يصلوا إلى أعمارنا، أي أن حياتهم قصيرة.
معلومة مذهلة قاسية صادمة لم يتردد نبيل طه عن بدء محاضرته بها قبل أن يتفرغ لتوفير الأدلة على هذا القول، قال ضمن ما قال إن الأجيال السابقة لهذا الجيل كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر سيراً على الأقدام، كانوا يذهبون إلى المدرسة مشياً وإلى السوق مشياً وإلى أي مكان في الفريج أو المنطقة مشياً، فكانوا يمارسون الرياضة بشكل مذهل ويخطون في يومهم الواحد آلاف الخطوات التي تحميهم من الكثير من الأمراض، بينما يتنقل أبناؤنا اليوم إلى أقرب الأمكنة التي يقصدونها بسياراتهم، بل إنهم يستنكفون النزول منها إلى البقالة ليشتروا ما يريدون، فيعمدون إلى إطلاق الأبواق كي يأتي العامل ويعرف ما يريدون ليأتيهم به.
طه أعطى أمثلة كثيرة في هذا السياق، وخلص إلى نتيجة مفادها أننا نحن الآباء نجني على أبنائنا بتوفير كل مستلزمات الراحة إليهم، فنحن نشتري لهم السيارات والألعاب الألكتروينية والكمبيوترات وغيرها من مستلزمات الحياة المعاصرة، ثم نتركهم ليعيشوا حياتهم ويستمتعوا بها من دون أن ننتبه إلى أننا السبب الأول وراء منعهم من ممارسة الرياضة التي تحميهم من كثير من الأمراض.
كمخارج لهذه المشكلة رأى طه أن على مجلس النواب أن يشرع القوانين التي تلزم المواطنين بممارسة الرياضة بطريقة أو بأخرى، وتلزم وزارة التربية والتعليم لفتح الصالات الرياضية في مدارسها والتي تبلغ نحو 175 صالة أمام الجمهور بعد الدوام المدرسي كي تشجع على ممارسة الرياضة، ورأى أن عدم توظيف هذه الصالات المؤهلة تأهيلاً جيداً لهذا الغرض يدخل في باب الهدر والسلبية، خصوصاً أن المدارس تضع الرياضة في أدنى سلم أولوياتها، بدليل محدودية حصص التربية البدنية (واعتبار درجاتها معينة على تحسين الدرجات التي يحصدها الطالب في المواد الأخرى، حيث لم يحدث قط أن رسب أحد في مادة التربية البدنية) والمعلومة بين القوسين مني.
إضافة إلى الرسالة التحذيرية التي وجهها إلى المواطنين، والتي يدعوهم من خلالها إلى مراجعة أنفسهم والانتباه إلى أهمية الرياضة بالنسبة لهم ولأبنائهم قبل أن يفوت الفوت وقبل أن يروا أبناءهم والأمراض تنهشهم، إضافة إلى هذا اهتم المحاضر بتوجيه الرسالة الأخرى إلى مجلس النواب ليضع هذا الموضوع في سلم أولوياته، فهو أهم من السياسة ومن كثير من الأمور الأخرى والمهاترات والمناكفات، خصوصاً أن الموضوع يخصهم أيضاً باعتبارهم آباء لأبناء يتعرضون بسبب ما صاروا فيه من رفاهية إلى ما يمكن أن يودي بحياتهم سريعاً، فالأمراض ترتاح عند غير المتسلحين بالرياضة وغير الممارسين لها.