مع إعلان النتائج النهائية صبيحة اليوم المعنية بتصويت الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية، يكون إسدال الستار على عملية الانتخاب ووصول 40 نائباً صوت لهم الشعب، ومثلهم في المجالس البلدية.
نسبة التصويت والمشاركة إيجابية ومميزة، وجاءت لتكون صفعة مدوية ورداً قوياً لمن حاول ترهيب الناس ومنعهم من ممارسة حقهم الدستوري في ظل مساعيه لتحقيق «أضغاث أحلام» تحت وصف «تصفير الصناديق».
إذاً صفحة جديدة من العمل البرلماني تبدأ اليوم باستكمال عدد أعضاء السلطة التشريعية الذين نأمل أن يكونوا طوال أربعة أعوام قادمة أهلاً لحمل مسؤولية التمثيل بصوت الناس وطرح همومهم وحل مشاكلهم.
اليوم بحسب ما نشر في الصحافة وما تردد، ستكون الجلسة الأخيرة للسلطة التنفيذية، إذ متوقع أن تقدم الحكومة استقالتها تمهيداً لإعادة تشكيلها فور صدور الأمر الملكي بذلك.
وهنا نأمل أن يكون التشكيل الجديد لكتيبة وزراء الدولة مواكباً لشعار وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتكليف الشخصيات الكفؤة الوطنية المؤهلة لحمل هذه المسؤولية، والأهم تغيير الوجوه التي سجلت في عهدها ملاحظات عدة سواء في تقارير الرقابة، أو عبر ما طرح مجلس النواب، أو أولئك الذين لم يحظوا بقبول الناس بسبب سوء أدائهم في قطاعاتهم، وهنا لا نريد تسمية أحد، إذ الجميع يعرف من قام بواجبه ودوره على أكمل وجه، ومن أخل بمهامه وقدم مستوى أقل من المأمول.
الطموح بأن يكون التشكيل الجديد متضمناً لطاقات وطنية يمكنها أن تغير الواقع والكثير من الأمور التي استاء منها الناس، وجوه بإمكانها حلحلة الملفات العالقة وتضع حلولاً جذرية واقعية لكثير من المشاكل، وجوه تكون قريبة من الناس لا معتكفة في بروجها العاجية ومكاتبها، وجوه تكون عوناً للناس لا عوناً عليهم.
أيضاً بحسب ما نشر فإن من المتوقع حصول تغيير كبير في تشكيلة مجلس الشورى المعين من قبل الدولة، وهنا التطلع أيضاً لوضع الثقة في شخصيات وطنية «نكرر وطنية» تأمن البحرين بأن لهم مواقف مع الوطن لا عليه، تثق البحرين فيهم بأنهم لن يكونوا خنجراً يضرب في الظهر، إذ للأسف التجربة الأخيرة خلال فترة محاولة الانقلاب أسقطت أقنعة ووجوهاً أجبرت المخلصين على القول بأن الدولة منحت الثقة لشخصيات لم تكن على قدر الثقة. بالتالي الطموح بأن تكون التركيبة متناسقة وتمثل أصحاب التخصصات المتنوعة وذوي السمعة الوطنية الطيبة.
هذه التكاملية في السلطتين التشريعية والتنفيذية مطلوبة، إذ ترك الثغرات والفجوات هو ما يجعل العمل يسير بطريقة معوقة، يجعل العلاقة بدلاً من أن تكون تفاعلية إيجابية، يجعلها تتحول وكأنها صراع أضداد أو مناوشات معسكرات.
نأمل للبحرين تجديداً لمسيرة وطنية يترسخ حراكها وتركز بشكلها الأساس على بناء الوطن وخدمة المواطنين من أهله.
هذه الأيام تحمل لنا تجديداً في جوانب عديدة، مجلس تشريعي جديد، نواب منهم وجوه جديدة، ومجلس شوري أرسخ وطنية وأعمق كفاءة، إضافة إلى تشكيل وزاري يتوقع أن يكون متقدماً ومؤثراً عن التغييرات السابقة، يواكب ما تحتاجه البحرين لتتقدم بخطوات أكبر نحو الأفضل.
مرحلة جديدة تدخلها البحرين بقوة، حقبة نتطلع لها بإيجابية تأتي بعد فشل ذريع لمن حاول الانقلاب على هذا البلد الطيب، حاول تعطيل سير أمورها، فكانت النهاية أن خابت مساعيه وبقي هو لوحده خائباً، بقي وحده «يصفر» رصيده و»يصفر» مصداقيته، هذه إن وجدت.
مبروك للبحرين، وبإذن الله القادم يكون أفضل وأكثر خيراً.