كل من تابع نهائي الأندية الآسيوية بين الهلال و ويسترن الأسترالي لابد وأنه انبهر من الزحف الجماهيري السعودي عامة والهلالي خاصة وكيف وصل الحال بهذه الجماهير إلى المخاطرة بنفسها عندما اضطرت مجموعات منها إلى تسلق جدران إستاد الملك فهد لكي تحظى بمشاهدة المباراة ومؤازرة فريق الوطن !
هذا الزحف الهائل لم يأتي بدعوة خاصة من اتحاد الكرة السعودي ولا بدعوة من نادي الهلال إنما جاء بدافع الولاء والانتماء للوطن أولاً ولممثل الوطن ثانياً حتى وإن كان الأمير الوليد بن طلال قد اشترى جميع التذاكر ليهديها للجماهير !
المسألة مسألة ولاء وانتماء ورغبة صادقة قبل أن تكون مسألة دعوة وشراء تذاكر وتوفير مواصلات ووجبات فالجماهير في كل أنحاء العالم لا تحتاج إلى دعوة بل نجدها هي من تبادر بشراء التذاكر والبحث عن أي وسيلة من وسائل المواصلات من أجل ملاحقة فرق أنديتها أو منتخبات بلدانها أينما تذهب من دون تدخل مباشر من الأندية أو الاتحادات المعنية.
ولا أدري لماذا يصر الكثيرون – بمن فيهم بعض الزملاء الإعلاميين – على تحميل اتحاداتنا الرياضية وأنديتنا الوطنية مسؤولية العزوف الجماهيري، وبالأخص جماهير كرة القدم التي لم تكتف بالغياب عن مباريات المسابقات المحلية بل وصل بها الأمر للغياب عن مباريات المنتخب الوطني حتى حين يلعب على أرضه وهي بذلك تكسر قاعدة سلاحي الأرض والجمهور !
«الأحمر» الذي يستعد لخوض غمار منافسات بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين بعد أيام خاض مباراتين تجريبيتين على أرضه وأمام مدرجات خالية في مشهد مخجل للغاية وبقيت له مباراة تجريبية أخيرة سيلعبها يوم الجمعة المقبل أمام منتخب سنغافورة على إستاد البحرين الوطني فهل سيتكرر ذلك المشهد المخجل أم أن الجماهير ستتدارك تقصيرها وستحضر بقوة لتؤازر المنتخب وتتحضر لمرافقته إلى الرياض لمواصلة هذه المؤازرة التي يحتاجها كل منتخب يلعب خارج أرضه. نعم نحن نعاني من أزمة جماهيرية رياضية خانقة سببها الرئيس هو موت الشعور بالولاء والانتماء إلى الأندية والمنتخبات لدى الجماهير وهو السبب الذي يحاول الكثيرون تبريره بمبررات غير مقنعة لكل من يعي مفهوم الدور الجماهيري في عالم الرياضة !
ضعف مستوى المسابقات المحلية أو عدم توافر وسائل مواصلات أو غيرها من المبررات لم تعد مقنعة لهذا العزوف الذي أصبح سمة سيئة لرياضتنا البحرينية بعد أن كنا في يوم من الأيام مصدر تميز للحضور الجماهيري في منطقة الخليج !
أنا شخصياً أحمل الجماهير مسؤولية هذا العزوف بالدرجة الأولى وأتمنى أن تصلها هذه الرسالة لعل وعسى أن تساهم في عودتها من جديد لملء هذا الفراغ الذي أصبح يهدد رياضتنا بشكل عام وكرتنا بشكل خاص إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الجماهير هي عصب الحياة في الملاعب الرياضية.