الناس مازالت تنتظر التشكيل الوزاري الجديد الذي قد يكون صدر ليل البارحة أو صباح اليوم، تضاف إليه تشكيلة مجلس الشورى الجديدة، وذلك بعد نهاية الانتخابات ومعرفة النواب الأربعين.
خلال الأيام الماضية انتشرت العديد من القوائم في وسائل التواصل الاجتماعي، ويتضح أن كثيراً منها إن لم تكن كلها لم تتضمن التشكيلات الصحيحة بل تخمينات أو حتى بالونات إعلامية لجس النبض أو لافتعال إثارة، بحسب مصدر إطلاقها. اهتمام الناس دافعه الفضول والرغبة في معرفة الشخصيات التي ستكون بمواقع مسؤولية لتعمل من أجل البلد والناس (هكذا يفترض) خلال السنوات الأربع القادمة.
بغض النظر عن الأسماء سواء في الحكومة أو الشورى فإن مطلب المخلصين من أبناء الشعب لا يخرج عن عدة أمور أبرزها إبعاد الشخصيات التي كانت لها مواقف خاذلة للوطن أثناء أزمة الانقلاب، إضافة لتغيير الوجوه التي شاب أداؤها أخطاء وإخفاقات كثيرة منه وثقته تقارير الرقابة المالية والإدارية. يضاف إلى ذلك وضع أشخاص مؤهلين وشباب قادرين على تحمل المسؤولية. مطالب الناس ترتكز على التغيير والتبديل للأفضل بما يخدم الوطن والمواطن وينعكس إيجاباً عليه.
لكن الكلام يوجه اليوم لهؤلاء المسؤولين وأعضاء المجلس الوطني، اليوم هم مطالبون بأداء أفضل وعمل أكثر إتقاناً، وقياس نجاحهم يكون عبر تحقيق الرضى لدى الناس. المؤشرات والمقاييس كلها لا يجب أن تبتعد عن الناس وانطباعاتهم وآرائهم، هم الأساس في كل شيء، رغم أهمية التنبه بأن رضى الناس غاية لا تدرك.
بعض المسؤولين وحتى النواب كانوا يتعاملون باستعلاء، حتى إن بعضهم يقولها بلا استحياء بأن الناس لا يعجبهم العجب مهما فعلت لهم. ورغم المصداقية النسبية لهذا الكلام إلا أن المسألة مرتبطة بالطبيعة البشرية، ومعها لا يمكن القبول بأن يتقاعس المسؤول عن تأدية دوره ولا النائب عن تلبية مطالب ناخبيه والتمثل بهمومهم ومطالبهم.
ما نريده هو مسؤولون ونواب يعملون بلا كلل، يواصلون في اجتهادهم وصناعة الخير لهذا المواطن حتى لو لم يشكروا من الغالبية، فالهدف خير البحرين وأهلها ويكفي أن يؤدي المعني واجبه وضميره مرتاح.
لذلك نوجه السطور المنقولة أدناه لكل وزير يتم التجديد له أو وزير جديد، لكل عضو شورى قديم أو جديد ولكل نائب أقسم للناس بأنه سيكون نبضاً لهم وصوتاً معبراً عنهم.
ستيفن كوفي أحد أشهر كتّاب التنمية البشرية في العالم، ومن أهم كتبه «العادات السبع للأشخاص الأكثر نجاحاً في العالم»، ثم تبعه بكتاب عن العادة الثامنة التي كتب فيها عدة وصايا جاءت كالتالي:
- الناس غير المنطقيين ولا تهمهم إلا مصلحتهم؛ أحِبهم على أية حال.
- إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع أنانية خفية؛ افعل الخير على أية حال.
- إذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين وأعداء حقيقيين؛ انجح على أية حال.
- الخير الذي تفعله اليوم سوف ينسى غداً؛ افعل الخير على أية حال.
- إن الصدق والصراحة يجعلانك عرضة للانتقاد؛ كن صادقاً وصريحاً على أية حال.
- إن أعظم الرجال والنساء الذي يحملون أعظم الأفكار يمكن أن يوقفهم أصغر الرجال والنساء الذين يملكون أصغر العقول؛ احمل أفكاراً عظيمة على أية حال.
- الناس يحبون المستضعفين لكنهم يتبعون المستكبرين؛ جاهد من أجل المستضعفين على أية حال.
- ما تنفق سنوات في بنائه قد ينهار بين عشية وضحاها؛ ابنِ على أية حال.
- الناس في أمس الحاجة إلى المساعدة لكنهم قد يهاجمونك إذا ساعدتهم؛ ساعدهم على أية حال.
- إذا أعطيت العالم أفضل ما لديك سيرد عليك البعض بالإساءة؛ أعط العالم أفضل ما لديك على كل حال.
زبدة القول هنا أنك من أجل الوطن وأهله قدم الأفضل، لا تتكبر عليهم، لا تستصغر مطالبهم، لا تهون من همومهم، ولا تتعالى على آرائهم. قم بواجبك على كل حال، واجعل نيتك خالصة لهذا الوطن، لا للمنصب ولا للكرسي ولا للمزايا مهما تنوعت، ولا رجاء لشكر من الناس، فما تقوم به ليست خدمة وتكرماً تمن به عليهم، بل واجب معلق في رقبتك.