في الظاهر بدا تشكيل الحكومة الجديدة مفاجئاً ومخالفا لتوقعات الكثيرين، لكن في الدهاليز وخلف الستار كان الترتيب يتم وفق المصلحة العامة، على الأقل من وجهة نظر القيادة السياسية.
قد يبدو كلامي مسرفاً في «الفذلكة» النظرية أكثر من المعتاد أو المحتمل، لكن هذا الكلام ليس وليد أحلام وأمان شخصية، بل يستند إلى ظواهر وأعراض وحقائق مادية تكاد تنطق بأرتال المشاكل والأزمات التي يعاني منها الوطن، والحالة المزرية التي يعيشها المواطن الغلبان، وينشد التخلص منها على يد الوزارة الجديدة.
طبعاً لا نقاش في ضرورة احترام الرؤى والثقة الملكية في التشكيل الحكومي والاختيار الأمثل والصائب لرئيس الحكومة، لكن أرجو من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن يعذرني ويغفر لي، لأنني حالاً سأبوح وأعرض على سموكم أمان وشعور لسان حال كل مواطن مبهم ومضنى ويكابد من أجل لقمة العيش.
باختصار؛ نريد من الحكومة التعاطي مع مشاكل المواطنين وتلبية طموحاتهم وأن تضع مصالح المواطنين في مقدم اهتمامهم والاستمرار في طرح قضايا المواطنين وحل مشاكلهم والمساهمة في التنمية المجتمعية من خلال برنامج عمل حكومي يضع حلولاً فنية أمام طاولة الحكومة لجميع مشاكل المواطنين ما سينعكس إيجاباً على قضايا التنمية في البلاد. خلاصة القول نريد من الوزراء وقبلهم النواب، أن يقتدوا بسموكم وتضحيات سموكم حتى في أوقات المرض، وأن يهبطوا من عليائهم إلى الشارع كما سموكم.
نريد حكومة أن تكرس برنامج عملها وجهودها لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والأمنية القائمة، والبدء الفوري بإصلاح مفهوم النظام الاقتصادي الذي يعتمد على البترول فقط وتنويع مصادر الدخل وبناء أنشطة اقتصادية.
نريد حكومة تعمل بروح الفريق الواحد والعمل على تذليل الصعوبات للشعب الذي عانى كثيراً خلال الفترة الماضية، وخاصة في الخدمات الأساسية وأهمها الكهرباء والإسكان، وخطط تنموية تراعي الواقع المعيشي في ظل تدني سقف الرواتب وبالأخص المتقاعدين.
أعرف أنني مندفع قليلاً؛ لكن العبد لله مؤمن بسموكم وبقدرة سموكم على الخروج بهذه البلد من المخاض المالي الصعب الذي تمر به نتيجة انخفاض أسعار النفط، وأن سموكم، وكما كتبت من قبل بدل المرة مئة على الأقل، لا يرضى بالخطأ، لذا نوصى بالحزم ثم الحزم ضد أي وزير يعيق برنامج عمل الحكومة أو يقصر في أداء واجبه على أكمل وجه، فلا تهاون مع مهمل ولا تسامح مع مخطئ ولا شفاعة مع فاسد.
قد تشعر سموكم بأن ما أكتبه يشتعل حرارة ويصاحبه الجراءة في الطرح، فاعذرني سموكم، ذلك لأني أعلم أن سموكم دائماً وأبداً فاتح قلبه للصحافة ومؤمن بأنها مرآة الشعب، ونحن وكما علمتنا لن نطبل أو نعزف على الربابة، لأننا ننشد وزراء يعملون بذمة وضمير على أمل عودة دولة القانون التي كانت قوية وأصبحت اليوم «دولة متفرجة» على جماعة الـ 16% التي أصبحت تعربد وتقترف من الجرائم وتتحدى القانون أكثر مما تعودنا.. والله ولي التوفيق.