اليــوم اجتمــاع القمـة لـدول مجلـس التعـاون ونحمد الله على زوال الغمــة قبــل القمـــة، ونأمـل أن ننطلـق مــن الغــد فـي رسـم سياسـة واضحـة تجـاه المستقبل الاتحادي بإذن الله.
وتقبــل هذه القمة والمنطقة تتعـرض لأكبر مخاطرها وتهديداتها وتحتاج إلـى تضافر وتنسيق وتوحيد المواقــف أكثر من أي وقت مضى.
تقبـل القمـة ودول المجلـــس شريـــك أساسي في التحالف الدولي على الإرهاب مع أكثر من 33 دولة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لذلك نأمل أن تناقش القمة أهم الأوراق التفاوضية مع من يقود هذا التحالف ونقصد بها الإدارة الأمريكية الحالية، والتي نحتاج أن نستفيد منها وتعود علينا بالأمن والأمان من هذه الفرصة.
فتركيا لم تدخل التحالف الدولي لمحاربة داعش إلى هذه اللحظة لأنها وضعت شروطاً لدخولها تحمي مصالحها وتحقق أهدافها ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية تفاوضها على هذه الشروط، تركيا تفاوض على إنشاء منطقة آمنة في الشمال السـوري، بمــا يعنــي حظــر طيــران النظام السوري فوقها، ومنعه من استهدافها، وتدريب عناصر الجيش السوري الحر لقتال قوات النظام السوري، إضافة إلى تقديم ضمانات لعدم وصول أسلحة متطورة إلى أيدي مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، الفرع أو النسخة السورية لحزب العمال الكردي، الذي مازالت تركيا تعتبره منظمة إرهابية، بالرغم من عملية السلام الداخلي، التي بدأتهـا منذ فترة، فتركيا تعي أن وقوع سلاح في يد الأكراد ممكن أن يشجع النزعات الانفصالية من جديد، ورغم إدراك الإدارة الأمريكية بأن تركيا تتمنى سقوط نظام بشار الأسد وتسعى فعلاً لنيل دور في الترتيبات اللاحقة لسقوطه إلا أن ذلك لم يمنعها من التأني وعدم الاندفاع والتأكد من الضمانات التي تحتاجها لأي خطوة مستقبلية قبل أن تقول نعم.
إيران لم توقف برنامجها النووي ومازالت الولايات المتحدة تفاوضها عليه بل إنها مستمرة في تطويره وتشترط رفع العقوبات مقابل التجميد المؤقت إلى حين الانتهاء من تفاوضها!! وإيران باعتراف البنتاغون الأمريكي دخلت للعراق وضربت أهدافاً لداعش, فأين الموقف العربي وأين الموقف الخليجي من هذا الوضع المستباح الذي لا تعرف فيه أين تقف بالضبط؟
وهكذا كوريا الجنوبية وهكذا الصين وهكذا روسيا تتفاوض على أوكرانيا قبل أن تقبل الانسحاب رغم التهديدات بالعقوبات، إلا نحن كــدول عربية أو كدول مجلس التعاون علـــى الرغم من وجود العديد من المصالح المشتركة واحتياج الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي لنا ولدعمنا، إلا أننا نسارع بتقديم الخدمات المادية واللوجسيتة والطاقة في حال طلبها دون أن أي تفاوض يحفظ لنا مصالحنا.
ابحث عن خبر واحد أو تصريح لأي من المسؤولين يتحدث فيه عن اشتراطات أو ضمانات تطلبها الدبلوماسية العربية من أي جهة لنا استحقاق عندها فلا تجد، لم نضع شروطاً لم نربط الدعم بضمانات سواء بيننا وبين الدول العربية كحال العراق مثال أو بيننا وبين الدول الغربية أو بيننا وبين إيران، فلا عجب أن تهضم حقوقنا وتعرض مصالحنا للخطر ولا نأخذ على محمل الجد.