سقط شهيد آخر في صفوف رجال الأمن، وعمليات التفجير وممارسات الإرهاب مستمرة، ولسان حال المواطن يقول مجدداً: إلى متى؟!
تجفيف منابع الإرهاب جملة قيلت في حوار المنامة قبل أيام، والتصدي للتحريض وعمليات التخريب أحد أبرز توصيات جلسة المجلس الوطني الاستثنائية قبل عامين، وهي بالذات التوصية التي لم تطبق، نعم لم تطبق بالأخص على المحرضين.
اليوم وصلنا لمرحلة لا ينبغي بعدها السكوت، لن نلوم المحرضين والإرهابيين بقدر ما سنلوم المسؤولين في الدولة المعنيين بتطبيق القانون، إذ هذا الانفلات الحاصل، هذا التساهل في ترويع الآمنين وسد الطرقات ومهاجمة رجال الأمن، هذا الاستهداف المستمر، هذا القتل في صفوف رجال الأمن، كلها أمور لم يكن لها لتحصل أو تستمر بنفس الوتيرة ونفس المستوى لو كان هناك تطبيق صارم للقانون.
لا يعقل أننا كمواطنين نستوعب المشهد وندرك أبعاده أكثر من المعنيين بتطبيق القانون. لا يمكن القبول بأن ينشر الناس يومياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة جملاً وتصريحات وفيديوهات تدين وبكل صراحة رموز التحريض وداعمي الإرهاب، وتغض الدولة الطرف في جانب آخر.
عشرات من التصريحات والفيديوهات تثبت عليهم دعمهم للإرهاب وتحديهم للدولة وتهديداتهم، بالتالي من يفترض أن يطبق القانون؟! هل يطبقه الناس؟! هل يأخذ العامة حقهم في العيش بسلام وأمان بيدهم؟! ماذا تنتظرون؟!
قبل عملية التصويت في الانتخابات، وبعيد إعلان الجمعية الانقلابية وأتباعها المقاطعة خرج علي سلمان أمين عام الوفاق بوجهه على قناة «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني (الذي يفترض بأنه تم تصنيفه كمنظمة إرهابية) خرج ليقول بالحرف والنص: «لا أحد يستطيع أن يعطي ضمانات أن تبقى المعارضة سلمية بعد الانتخابات في البحرين!».
فقط أخبرونا يا من مسؤوليتكم تطبيق القانون ماذا يعني كلام علي سلمان هنا؟! أليس تهديداً بعمليات معاكسة لمفهوم «السلمية»؟! أليس يعني أنهم سيجنحون للعنف والإرهاب؟!
قال هذا التصريح وتم تسجيله بالفيديو والصور وتم بثه وتناقلته الناس، فماذا فعلت الجهات المعنية؟! هل استدعته أقلها لتحقق معه؟! هل وجهت له تهمة تهديد الأمن القومي؟! هل طبقت عليه بنود قانون الإرهاب المعنية بالتحريض ضد كراهية النظام؟! أجيبونا بصراحة، ماذا فعلتم؟!
لم تفعلوا شيئاً، كل ما كان يحصل هو إرسال إحضاريات ورقية له، ليفتعل بعدها أتباعه «مسرحية» في وسائل التواصل الاجتماعي، يدخل للإجابة على كم سؤال ويخرج بعدها وكأنه لم يفعل شيئاً. مثلما حصل أيام السلامة الوطنية حينما استدعي كشاهد نفي ليدافع باستماتة عن إبراهيم شريف فقط، ضارباً الآخرين مشيمع وعبدالوهاب والسنكيس في الحائط، بدلاً من أن يكون جالساً معهم في قفص الاتهام نظير جرائمه في التحريض وقيادة عملية إسقاط النظام في الدوار.
بلغ السيل الزبى بالفعل، إذ هل على الناس أن يصحوا كل يوم على أخبار تفجيرات وعمليات إرهابية، وعلى شهداء واجب من رجال الأمن؟!
من قال بحق رجال الشرطة «اسحقوهم» لم يتخذ بحقه ولا إجراء، هل هذا صحيح في دولة تقول إنها دولة مؤسسات وقانون، وهي اليوم تساند المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب وعلى داعش؟! والله من هم لدينا اليوم إرهابهم بدأ قبل داعش بسنوات، وخطرهم على المجتمع أكبر وهاهي دلائله واضحة.
فقط نريد إجابة صريحة وواضحة ممن يعنيه الأمر، خادم الولي الفقيه المعتمد من إيران، قال في قناة حزب الله بأن جماعته لن يبقوا «سلميين» بعد الانتخابات، والآن يحصل ما يقول، وها هو رجل شرطة آخر يموت، وها هي تفجيرات تزيد وتستمر، ماذا ستفعلون بشأنه، هل ستتركونه هكذا بلا إجراء؟!
والله أرواح شهداء الواجب ومعاناة أهل البحرين الطيبين مع الإرهاب «أمانة» في أعناق من عليه تطبيق القانون ولا يطبقه، تعطيل القانون في مواجهة محرضين ومخربين وإرهابيين هو بحد ذاته «جريمة» بحق الوطن والمواطنين، فأنهوا هذا العبث الذي مللنا منه.