نبدأ أولاً «بترحيب جمعية الوفاق الإيرانية بخطاب أوباما وعلى حد زعمها بالتوجه الأمريكي للمساهمة في إيجاد حل للأزمة في البحرين، وأن البحرين كما تدعي الوفاق بأنها النموذج الذي لا يمكن للمحافل الدولية، وأن ملف البحرين من الطبيعي أن يكون حاضراً في أهم خطابات الجمعية العامة للأمم المتحدة»، نرد على الوفاق ونقول لها «طبعاً ملف البحرين من الطبيعي أن يكون حاضراً أينما تكون إيران حاضرة، فالوفاق هي إيران وإيران هي الوفاق، وما أوباما ألا عبد مأمور يقول ما يقوله روحاني، وأن كان أوباما يعلم كما يعلم سفيره في البحرين أن الوفاق هي جمعية إرهابية لا تختلف عن «حزب الله» الإرهابي في لبنان، وأن جميع الجرائم التي تنفذها الوفاق موثقة في السفارة الأمريكية، ولكن الحلف الأمريكي الإيراني هو الذي جعل أوباما يقول ما يقوله روحاني، وإن كان أوباما في قرارة نفسه يعلم أن ما يقوله غير صحيح وغير مقنع لأن لا يمكن لأي كائن بشري يملك عقلاً أن يصدق بأن حالة البحرين هي نفسها حالة العراق وسوريا، ولكن مصلحة أمريكا اضطرته أن يتخلى عن ضميره ويستغفل عقله كي يقول ما يقوله روحاني الذي يقتل حرسه الثوري أطفال سوريا وكواتمه تفجر صدور سنة العراق، ثم يأتي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ينوح على أذنابه في البحرين كي يدفع أوباما إلى إيصالهم إلى سدة حكم البحرين، كما فعل في العراق.
إذاً فليس غريباً أن ما يقوله روحاني يقوله أوباما، ولا غريب أن يقرن أوباما أسم البحرين بالعراق وسوريا، لأن هذه الدول نقطة الارتكاز للشرق الأوسط الجديد، ومن الضروري أن تكون لأمريكا ذريعة للتدخل في أي دولة، فهي لا تنظر إلى صحة التقارير ولا إلى مصادرها، وإنما تريد ملفاً يحمل تقارير تسرد قصص وروايات عن انتهاكات حقوق إنسان، وأسماء ضحايا، فقط هي تريد تقرير يقول إن هذا المواطن البحريني قتلته السلطة البحرينية، فهي إذاً ليست تقارير مضللة لأمريكا، لأن أمريكا تعرف حقيقة ما يجري في البحرين ولا يمكن للوفاق أن تخدعها أو تضللها، كما إن لا حاجة للدولة أن تبرر موقفها، أو تدافع عن نفسها، لأن أمريكا مقتنعة أن الوفاق تكذب، وأن تقاريرها مزورة، وتعرف أسباب الموت الحقيقية لكل شخص ذكرته الوفاق في قوائمها أنه «شهيد»، بل تعلم أمريكا حقيقة الوفاق أكثر مما تعلمه الدولة نفسها عن الوفاق، إذاً فأن نقول عن تقارير الوفاق أنها مضللة فأننا نوجد العذر لأمريكا، ولكن نقول إنها تقارير أمريكية تسعى من خلالها أمريكا الضغط على الدولة كي تنفذ مطالب الوفاق ومنها فتح المؤسسة العسكرية والمشاركة في السلطة التنفيذية بدرجة نائب لرئيس الوزراء، كما حصل في مجلس النواب عندما عين الإيراني الأصل خليل المرزوق نائباً أول لرئيس مجلس النواب، والمحاصصة في المؤسسات الحكومية، إلى أن تستلم الوفاق السلطة كاملة، وذلك على حساب وجهة نظر علي سلمان التي حددها في المنظور القريب.
وكما ذكرنا أن أمريكا لا يهمها أن تكون التقارير غير صحيحة طالما هذه التقارير تخدم مصالحها الاستراتيجية في الخليج العربي، فقد احتلت أمريكا العراق بحجة حيازة نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل، وقد اعتبر «هانز بليكس» الذي قاد فريق التفتيش الدولي على تلك الأسلحة، التي لم يتم العثور علي أي أثر لها، أن الحرب «كانت خطأ فضيعاً»، بالمخالفة لميثاق الأمم المتحدة، كما كشف الدبلوماسي السويدي، في مقال خص به «CNN»، عن أنه وأعضاء فريق المفتشين الدوليين كانوا يتوقعون شن الولايات المتحدة، والدول المتحالفة معها وفي مقدمتها بريطانيا الحرب على العراق، إذاً ليس غريباً اليوم أن يضم أوباما أسم البحرين مع العراق وسوريا، طالما أن هناك نية خبيثة من أمريكا ليس تجاه البحرين وإنما تجاه دول الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، وما البحرين ألا بوابة العبور الأمريكي الإيراني إلى مكة والمدينة اللتين تمثلان رمز الإسلام، الذي تخافه أمريكا أن يعود قوياً يحكم العالم، وتخافه إيران بأن ترجع ولاية من ولايات الدولة الإسلامية كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين.
إن قضية البحرين ليست في خطاب أوباما ولافي ترحيب الوفاق فكلاهما لا شيء أمام إرادة الدولة إذا عزمت أن تقف في وجه طواغيت العالم أمثال روحاني وأوباما، فها هو الشعب السوري الأعزل استطاع أن يقف في وجه المدمرات والمجنزرات والصواريخ والطائرات ولم يستسلم، بل وقفت نساؤه قبل رجاله وأطفاله قبل شبابه، ولذلك لأنهم استقووا بالله الواحد الأحد، فلقد نشدوا الله «ما لنا غيرك يا الله»، فأتاهم الله بنصره وعزته وجعل أعداءهم يتهامسون ويتغامزون ويتشاورون تكتفت أيديهم وحارت عقولهم أمام هذه العزيمة التي لم يخفها سلاح كيماوي ولا سكاكين تكر رقاب أطفالهم أحياء بل زادهم إيماناً وصبراً وثباتاً، ولكن عندما نستنجد بغير الله وبالتبرير والتماس العذر ومحاولة إثبات البراءة بشتى الوسائل فإن هذا الاستنجاد لن يأتي إلا بتجبر الطواغيت، حين يشعرون بضعف فريستهم التي كلما اقتربوا منها ارتعدت فرائصها، وهذا قول الله تعالى يرشدنا منه إلى طريق العزة والنصر «من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً»، إذاً فليقول أوباما ما يقوله روحاني، ما دمنا مع الله فلن يضر البحرين شيء بإذن الله.
للدولة:
تدخل أمريكا في البحرين هو تدخل يجب أن تتصدى له دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، كما إن شعب البحرين يرفض هذا الابتزاز الأمريكي المذل للدولة ولشعب البحرين.. فنحن أناس لا توسط بيننا.. لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ.
للوفاق:
لن يكون حل لا من أمريكا ولا غير أمريكا، والحل سيكون عندما تطبق الدولة القانون على مليشياتك الإرهابية كما يطبقه أوباما في أمريكا.