لم تكن صفعة تلقاها ريال مدريد من معذبه أتلتيكو مدريد في اللقاء الأخير على ملعب الفيثينتي كالديرون بل كان زلزالاً قوياً هد أركان الفريق وبأربعة أهداف نظيفة كادت أن تكون أكبر بحجم كارثة أداء الريال في ذلك اللقاء البائس.
أمر محير مايجري للفريق الملكي، فبعد أن أنهى العام الفائت متصدراً للدوري المحلي بأرقام قياسية مذهلة وبأداء قوي ممتع صنف على إثرها بأنه الأقوى أوروبياً ومرشح فوق العادة من قبل الكثير بالاحتفاظ بلقبه الأوروبي، يفاجئنا منذ مطلع هذا العام بأداء مغاير تماماً يدخل الشك في نفوس متابعيه قبل محبيه في مدى قدرة الفريق بالفوز ببطولة اللاليغا ودوري الأبطال.
أسباب عدة أوردها حسب وجهة نظري المتواضعة أدت لهذا التحول الغريب في الشكل العام للفريق.
- تعامل إدارة الريال قبل الفوز بالكأس العاشرة وكأس أندية العالم من حيث العمل كوحدة واحدة مع الجهاز الفني واللاعبين والإصرار على الفوز بهما كان واضحاً ولكن من بعد الظفر بهما تغير الدافع بالمضي قدماً لإحراز مزيد من البطولات، وكأن لسان الحال يقول لقد اكتفينا بالعاشرة وبطولة كأس أندية العالم.
- طريقة دعم إدارة النادي لنجم الفريق كريستيانو رونالدو في الفترة الأخيرة هي سلاح ذو حدين. صحيح أن من واجب الإدارة الوقوف بجانب الدون لكن هذا الدعم القوي ألقى بظلاله في الجانب الآخر على منظومة الفريق بحيث أصبح لاعبو الريال ظلاً لرونالدو ويعملون على إرضائه، فمتى ما تألق كريستيانو تألق الفريق والعكس صحيح وهذا الأمر واضح للعيان خاصة بنزول مستوى رونالدو الذي بات أداؤه وأسلوبه مكشوفاً للخصوم ولم يعد يحمل عنصر المفاجأة.
- إصرار أنشيلوتي على ثلاثي المقدمة BBC في التسجيل وعدم إجبارهم على القيام بأدوارهم في التحول الدفاعي هو خطأ تكتيكي فاضح يستغله الخصوم في قراءة الفريق بسهولة تامة، لذا يجب أن تكون هناك حلول للقادمين من الخلف وعمل ثنائيات في خط الوسط لزيادة نسبة التهديف وفك الضغط على ثلاثي المقدمة كما هو حاصل في تشيلسي بوجود هازارد وسيسك فابريجاس وكذلك في المان سيتي بين نصري وسيلفا. هذا الدور بإمكان إيسكو وكروس القيام به حالياً لحين عودة مودريتش.
- استسلام لاعبي الريال للضغوط والأسلوب القوي العنيف للمنافس يعطي مؤشراً للهشاشة النفسية للاعبي الملكي وفشل أنشيلوتي في معالجة هذا الضعف المتكرر في الست لقاءات الأخيرة أمام أتلتيكو مدريد والذي أكاد أجزم فيه لو أن دييغو سيميوني كان مدرباً للريال لرأينا الشراسة في أداء جاريث بيل ورونالدو. هدوء رجل السلام أنشيلوتي يجب أن يتحول إلى عاصفة تغير من الشكل العام والنهج وإيجاد أساليب أخرى يستطيع التعامل بصورة أمثل مع التحديات القادمة. نحن في انتظار لمعرفة ماذا سيقدم الريال من ردات فعل وليست واحدة يحفظ بها كبرياءه وماء وجهه، وإلا فإن عام 2015 سيكون عصيباً عليه وتعود به لتخبطات مطلع الألفية الثانية.