ثلاث رسائل أساسية تضمنها خطاب جلالة الملك حفظه الله خلال زيارته القيادة العامة لقوة الدفاع ولقائه بالضباط، وهي رسائل جاءت في توقيت مهم يتطلب حسم الأوضاع في ظل ظروف أمنية غير مسبوقة تهدد البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي مع تنامي الإرهاب وتزايد دور الجماعات المتطرفة.
الرسالة الأولى التي وجهها العاهل تمثلت في ضرورة مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية، فالجماعات المتطرفة تعبث بأمننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية، وهناك أشخاص ومنظمات يحاولون تشويه سمعة البحرين داخلياً وخارجياً، فضلاً عن استغلال الأطفال والشباب من قبل الجماعات المتطرفة للتغرير بهم في الأعمال الإرهابية.
الرسالة الثانية هي ضرورة مواصلة الجهود لاجتثاث الإرهاب الذي لا دين له أو مذهب أو عرق أو انتماء، فالتطرف والإرهاب واحد، ولا بد من وقفة رسمية وشعبية مشتركة لمواجهته بصرامة وفورية دون تأجيل.
أثبتت التجارب أن الدول التي لا تواجه الإرهاب تتحول إلى وكر للإرهاب، والبحرين ليست مكاناً للتطرف والإرهاب بمجتمعها التعددي الذي يتسم بالتعايش السلمي منذ قرون.
جلالة الملك هو الأكثر حرصاً على الاستماع لصوت المواطنين تجاه مختلف القضايا، ويقدّر -حفظه الله- الضرر الذي يقع على المواطنين أو المقيمين من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة. لذلك تظهر الحاجة للإسراع في تنفيذ توصيات المجلس الوطني من قبل الجهات المعنية.
الرسالة الثالثة التي طرحها العاهل هي ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة القانون والحفاظ على المكتسبات الوطنية، وهي أركان أساسية في الدولة لا يمكن السماح لأي كان بأن يعبث فيها.
وحتى من يحاول عبر شبكات التواصل الاجتماعي نشر الأفكار السلبية وإثارة الاستياء في المجتمع تحت مبررات شتى لا بد من مواجهته بالقانون، فحرية الرأي والتعبير ليست مطلقة وهناك ضوابط وقيم تحكمها دوماً.
الخطاب الملكي السامي جاء ليحسم الموقف تجاه التعامل مع التطرف والإرهاب المتنامي، وليؤكد مجدداً أن البحرين ليست مكاناً للتطرف، فمن يتطرف لا مكان له بين البحرينيين لأنهم أهل سلام وتعايش واعتدال. واليوم على كافة الوزارات والأجهزة الحكومية تنفيذ التوجيهات الملكية دون تسويف، فلا تردد مع التطرف والإرهاب.

يوسف البنخليل