همس لي قائلاً: أهل الدائرة لن يمنحوا أصواتهم لفلان مرة أخرى، لقد خذلهم، فلقد قدم لهم وعوداً وتنكر منها فور جلوسه على مقعده البرلماني.
سألته: وما هي هذه الوعود؟!
قال بحماس: لقد وعدهم بوظائف أفضل، ووعد أصحاب الطلبات الإسكانية ببيوت في أقرب فرصة، ووعد صديقي بنقل ابنه من مدرسته البعيدة إلى مدرسة أقرب، كما وعد عدداً من أبناء المنطقة بأنه سيحررهم من فواتير متأخرات الكهرباء، بالإضافة إلى أنه وعد عدداً من أبناء المنطقة بضمان وجود مقاعد دراسية جامعية لأبنائهم. كما إنه وعد كبار السن بزيادة رواتبهم التقاعدية. ووعد معظم الناس بمساعدات مالية وأجهزة كهربائية..
لم أتركه ينهي باقي كلامه، فقلت له «اسمح لي.. الخطأ ليس خطأ النائب السابق.. بل خطأ الناس الذين صدّقوا بأنه يستطيع أن يفي بهذه الوعود.
فقال لي: ألا تستنكرين فعلته الشنعاء؟!
قلت: «القانون لا يحمي المغفلين»، والقانون حدد مسؤولية النائب البرلماني وحصر دوره في ثلاثة أمور وهي دور تشريعي يتلخص في اقتراحات خاصة بالدستور واقتراح مشاريع القوانين أو الموافقة ورفض مراسيم بقوانين، ومناقشة مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة واقتراح إدخال التعديلات اللازمة عليها، بالإضافة أو الحذف أو التعديل في المواد. ودور رقابي يتمثل في تقديم أسئلة مكتوبة للوزراء لاستيضاح أمور داخلة في اختصاصاتهم للاستفهام واقتراح طلبات التحقيق وتقديم استجواب للوزراء عن الأمور الداخلة في اختصاصاتهم وسحب الثقة من أحد الوزراء واقتراح عدم إمكان التعاون مع رئيس مجلس الوزراء.
والأمر الثالث هو الدور المالي للنائب البرلماني ويتمثل في مناقشة الحسابات الختامية والموافقة عليها ومناقشة الميزانية العامة للمملكة والموافقة عليها.
أما أن يكون النائب البرلماني «صاحب شنطة «مليئة بأوراق وطلبات المواطنين فهذه صورة خاطئة وغير مقبولة.. إذا كان كل نائب سيتوسط لأبناء ديرته لشغل الوظائف وللحصول على وحدات سكنية؛ فأين هي العدالة التي ننشدها؟ وأين هي القوانين التي تكفل المساواة للجميع؟
يُظلَم النائب النيابي لأن الأهالي تقيمه على حسب الخدمات الشخصية المقدمة لأهالي المنطقة، حتى بات النائب البرلماني هزيلاً أمام الوزراء بسبب مطالباته التي تعكس أنه «نائب خدمات» وليس نائباً لمجلس تشريعي.
ومع كل هذه الأمور إلا أن الشعب البحريني الذي يكفل له الدستور الحق في اختيار من يمثله دون قيود، إلا أنه غير راض عن أداء المجلس النيابي الذي هو في الأصل من اختياره.
عزيزي المواطن بما أننا على بعد مسافات بسيطة من تشكيل المجلس النيابي القادم؛ فأتمنى أن تنتبه لاختيارك للمترشح الذي سيمثلك، لأنك أنت من تصنع المجلس النيابي.. فبصوتك تستطيع أن تختار الأجدر وبصوتك تستطيع أن تبني مجلساً نيابياً مكتمل الأركان، وبصوتك تستطيع أن تساهم في تكوين مجلس يعكس مستوى مملكة البحرين.
قائمة المترشحين طويلة، وتضم باقة متنوعة وصنوفاً مختلفة من المواطنين، فيها خليط يعكس المجتمع البحريني.. وفيهم الصالح والطالح.. وبصوتك تقدر تختار الأجدر لتمثيلك لتتفاخر باشتراكك في تشكيل المجلس النيابي القادم.