يخطئ من يظن أن بيان عيسى قاسم والغريفي الذي طالب به (الشعب) مقاطعة الانتخابات كان موجهاً لأتباعه من جمهور الوفاق أو أن ذلك البيان للاستهلاك المحلي, علينا أن نكون حذرين في تعاملنا هذه الأيام تحديداً مع الحراك الخاص بالوفاق وهي في حالتها المزرية بعد أن صفعها بيان الاتحاد الأوروبي.
بيان عيسى قاسم هو بيان موجه للمجتمع الدولي بحكوماته بمنظماته يعلن فيه صك احتكار «دعوى المقاطعة» لنفسه كي يحسب كل من امتنع عن الإدلاء بصوته في الانتخاب ضمن من يشملهم عيسى قاسم بزعامته، بيان عيسى قاسم دعوة عامة وجهها لشعب البحرين، مسجلاً بهذا البيان زعامته على جميع البحرينيين الذين سيبقون في البيت يوم السبت يوم 22 نوفمبر رغم أن لهم حق الانتخاب، سواء كان الممتنع شيعياً أم سنياً، أو امتنع لأنه «ماله خلق» يذهب أو أنه نسي أو نام أو غير مؤمن بمرشحه وغير مقتنع بالتجربة النيابية أو لأنه معترض على التعديلات أو لأي سبب كان، وفاقياً أو غير وفاقي، فالأسباب لن تذكر في أي استمارة، ولن يعرف أحد أسباب جلوس صاحب حق الانتخاب في البيت ودواعي امتناعه إنما ستذكر نسبة من حضر لمراكز الاقتراع ونسبة من لم يحضر، وسيمنح بيان عيسى قاسم مظلة تضم تحتها جميع الذين لم يحضروا.
بهذا البيان سجل عيسى قاسم موقفاً عاماً وليس خاصاً به ليشهد المجتمع الدولي أن دعوى المقاطعة عامة وهو صاحبها وهو من قادها وهو من أعلن عنها، وهي دعوة موجهة لشعب البحرين فهو لم يخص نفسه أو يخص أتباعه ولم يخاطب جماعته بل كانت الصيغة عامة يأمر فيها «شعب البحرين» بعدم الذهاب لصناديق الاقتراع والجلوس في البيت ليستخدم عدد الجالسين في البيت «رقم» يستشهد به على تبعيتهم له وخضوعهم لقيادته وقبولهم به زعيماً كي يثبت للاتحاد الأوروبي وللأمم المتحدة وللحكومات الأجنبية بأن غالبية الشعب البحريني خضعت لدعوته ومن جلس في البيت قبل أن يكون خادماً لإيران كما هو ممثل وخادماً لزعيمها السيد خامنئي.
باق على امتحان دعوى الوفاق الدولية للمنظمات والحكومات الأجنبية شهر واحد وموعدها صناديق الاقتراع.