يحكي منذ قديم الزمان، كما يحكى في كل الأزمان، وها هو يحكى اليوم وغداً عن شعب أسطوري اسمه «شعب البحرين»، هذا الشعب الذي بهر كل الأنظار وزاغت عليه الأبصار، وأضاع الفكر وتاهت فيه المعادلات والحسابات، عندما راهنت قوى الظلام والضلال أن تفتته وتنزعه من أرضه، وتبعده عن حكامه وتغير عليه حاله، ولكن يتفاجأ الجميع عندما يعود هذا الشعب إلى حزمته فينطلق ويصيب هدفه بكل إتقان، كما أصابه في الفاتح وهزم أساطيل وبواخر وجنود وعساكر ومليشيات وعصابات، يعود ويكرر الانتصار الذي بعده لا يستطيع أن يتكلم ظالم أو طامع أو متفلسف أو متفيهق ولا يرفع بعدها لسان لفاجر ولا إرهابي ولا قائد عصابات ولا عميل لإيران أن يتحدث باسم الشعب أو يصدر فتوى، أو يفتح فمه وينادي شعب البحرين «شعبنا».وهذه الأرقام وهذا الزحف حيث بدت البحرين كأنها في مواكب أعراس تبرهن أن شعب البحرين سيصطف مع قيادته ولا يخرج عن طاعة ولي أمره، إنها نسبة المشاركة التي حطمت كل التوقعات، بل حتى من أخذ قرار المشاركة استغرب من الإصرار الشعبي على أن يقف الجميع وينتظر دوره رغم الزحمة في الشوارع وفي مقار الانتخابات، ولكنه كان سعيداً لأنها كانت ساعات الانتصار التي لبى فيها الشعب نداء الوطن عندما كان في حاجة إليه، لتتحول هذه التلبية إلى سجل وتاريخ وتجديد البيعة لقادة البلاد، والذي على أكتافهم تعمرت البلاد ونهضت واستوت حتى صارت محط الأنظار، إنه الشعب الأسطورة الذي سيبقى خالداً في كل زمان وأبد الدهر، هذا الشعب الذي تغنت به المواويل والأغاني والأشعار، وها هي البحرين اليوم ومن جميع جهاتها وفي كل جزء منها وكل لسان فيها يثبت شعبها أنه الشعب الذي لم تكن أناشيده تأليف خيال وتخاريف، بل هي مشاعر وأحاسيس نابضة بالحقيقة التي تغنى بها، فإذا هي حقيقة لا تقبل الشك، إنها تلك الأغنية الجميلة التي يطرب لها القلب ويهتز لها الوجدان، الأغنية التي لن يملها الشعب البحريني أبداً، إنها «تبين عيني لج عيوني.. أنا وكل ما أملك».فهنيئاً لك يا شعب البحرين أن تعيش لحظات العزة والفخر، هنيئاً لك وأنت الذي حميت بروحك ودمك وأبنائك ومالك أرض البحرين، كما حميت أرض الخليج بأكلمها، نعم فشعب البحرين يقف السد المنيع أمام المؤامرة الأمريكية الإيرانية التي تحاول منذ 3 سنوات تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، ولكن هيهات أن يكون لها ذلك، فقد تعبت وستتعب فأمامها شعب أسطوري لا يهاب أساطيل ولا طائرات ولا راجمات، ولا يخاف خفافيش ولدوا في الظلام، ولا يخاف جبناء وعملاء يقبضون من أجل تدمير أمة الإسلام والسطو على الشعوب المسلمة الآمنة في ظل حكامها الذين رضوا بهم أن يكونوا ولاة أمور.اليوم الشعب الأسطورة يفصل بصوته بين الحق والباطل، هذا الباطل الذي كم تمنى أن يمزق هذا الشعب، وكم تمنى أن يرى شوارع يوم السبت فارغة، لكنه صدم أكبر صدمة، وانهالت عليه السهام من كل صوب ومن عقر داره أن خرج أتباعه غير آبهين ولا ملتزمين لأنهم يعرفون الحق مع من سيكون ويعرفون عاقبة الخائنين والظالمين وإلى أي منقلب سوف ينقلبون، وها هم اليوم ينقلبون، ولا يعرفون بأي جهة يولون وجوهم وفي أي ركن ينزوون، وها هي اليوم مقاطع الفيديو تنتشر لتضحك عمن راهن على تصفير الصناديق، إنه الخزي في الدنيا الذي توعد الله به الظالمين والمفسدين.إذاً هذا الشعب الأسطوري قد سطر ملحمة، فيها تكسرت أقلام الخبثاء الذين لم يعرفوا ماذا يكتبون وماذا يقولون ويفسرون، أذهلتهم النسب وطار بعقولهم الزحف، كما طار بها في الزحف الأول، وهكذا يبقى الشعب الأسطوري شعب البحرين الشامخ برأسه في السماء والضارب برجله في أعماق الأرض، يبقى دائماً وأبداً إن شاء الله حافظاً للعهد باقياً على الوعد بأنه لن يرضى بغير آل خليفة حكاماً، وستبقى هذه الدار دارهم والأعداء لا مكان لهم، وعليهم أن يختاروا بين العيش حالهم كحال الناس أو التوجه إلى المطار فهناك جميع الخطوط مفتوحة إلى كل أقطار العالم.