وطن يعيش في وجدان وروح كل مواطن شريف، وعزم هؤلاء الشرفاء الذين التفوا حوله ليحموه من الاختطاف ومؤامرة (التصفير)، فتحولوا إلى شوكة في حلوق الخونة، وستبقى الكلمة المأثورة لجلالة الملك «البحرين وطن يتسع للجميع» خالدة، محفورة في قلب كل من ينتمي إلى هذه الأرض ويدين لها بالولاء. نعم هي الثقة الملكية تتكرر بتكليف صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتشكيل الحكومة الجديدة، ليواصل بالعطاء نفسه والجد والعمل والاجتهاد، والرغبة في مواصلة مسيرة التنمية والنمو والتضحية في سبيل إسعاد شعبه. لماذا خليفة بن سلمان؟ «انخلوا البحرين نخال»؛ فإذا وجدتم من هو أكفأ منه وأقدر على التضحية في سبيل رقى البحرين وخدمة المواطنين، ويوازي بتاريخه ولو حتى نصف تاريخ خليفة بن سلمان الحافل بالإنجازات فليحل محله.
في ظل الظرف السياسي المتأزم والوضع الاقتصادي والمعيشي المتأزم بتأزم الظرف السياسي، وحالة فوران دولي واضطراب إقليمي حساس للغاية نتيجة تراجع أسعار النفط ما قد يشكل عبأ أكبر على اقتصاديات المنطقة وبالذات الاقتصاد البحريني، فإن من الحكمة أن يكون خليفة بن سلمان موجوداً في المشهد السياسي. إذاً خاب سعي قطعان الهمج المخربين من أصحاب أنكر الأصوات الذين يملأون الدنيا صخباً وتشكيكاً، بياعو الأوطان من عصابة ولي الفقيه، الخاسئون، الخاسرون، المفلسون، الشتامون الذين لا يزيدون عن 16%، الغارقون أكثر وأكثر ويوماً بعد يوم في الفشل والبور والعزلة، وما دمت اطمأننت إلى صدق توقعي وأن هذا الشعب -كعادته- نجح في لزقهم وأذنابهم وأذناب أذنابهم وتابعيهم وتابعي تابعيهم على قفاهم، أترك الحديث عنهم ولننتقل بالحديث إلى من هم أبرك منهم ألف مرة، ألا وهم الشرفاء، امتثالاً للمثل «الضرب في الميت حرام».
أقول والقول ليس بالجديد، فالعبد لله كتب من قبل وقال، إأن هذ االشعب لن تجد له نظيراً في العالم، فرغم معاناته وهمومه وديونه «المتلتلة»، ورغم حالة اليأس والإحباط التي تلازمه منذ سنين، وقد كان قد شارف على الانتحار من كثرة الهموم و«الشيلة الثقيلة» التي طالما أنهكت قواه وأنسته أن هناك أملاً في الغد، فإنه وحين طلبت الديرة الفزعة هب لنجدتها، فجاءت المرأة وعلى رأس المشهد، وشاهدنا العواجيز وكبار السن وهم في ركب المتقدمين، ومن هنا ظهرت روعة إرادة البحرينيين الذين احتملوا وتكالبوا على إحباطهم ويأسهم وهمومهم لنصرة وطنهم.
لله درك يا شعب البحرين، ويا سعد حظ حكامنا بمثل هذا الشعب.
هذا الشعب خرج في 22 و29 نوفمبر ليقول للعالم «غير آل خليفة ما نبي»، فأكرموا الذي وقف معكم في أحلك الظروف، فهذا الشعب أعز وأكرم من أن تقطع عنه الكهرباء بسبب المتأخرات، أو أن ينتظر عشرين سنة منزلاً للإسكان، أو يحلم بزيادة الراتب.
البحريني أخلص شعوب الأرض.. أكرموه يكرمكم الله.