قد تكون الهدية التي ينتظرها الشعب من النواب الجدد الذين سيشكلون برلمــان 2014 هي الإسراع بتحسيــن مستوى المعيشة ورفع الرواتب.. إلخ من المطالب المعيشية ومنها الإسكان طبعاً. ولكنها لن تكون الهدية المتوقعة مــن المجلــس النيابــي أو حتى الهديــة المرتقبة من الحكومة الجديدة.
أي أفكــار تقليدية لتحسين مستــوى المعيشة لن تتكلل بالنجاح بسبب تداعيات انخفاض أسعار النفط حالياً إلى ما دون 65 دولاراً للبرميل الواحد بعد أن كانت أكثر من 120 دولاراً قبل شهور قليلة.
مـن أول القضايا التي سينشغل بهــا المجلـــس النيابـــي الجديــــد وكذلـــك الحكومة الجديدة ملف الميزانية الجديدة للعاميـن 2015-2016، وهــي فرصة كبيرة للمزايدات كما تم من قبل بعض النواب خلال مناقشة الموازنة السابقة، ولكن النظرة الواقعية من الآن تتطلب مراعاة ارتفاع الدين العام والاستمرار المتوقع للعجز المالي خلال السنوات المقبلة حتى لا تكون الأوضاع أكثر تردياً من قبل.
إذا كانت الميزانية الحالية للدولة قد احتسبت بناء على سعر 90 دولاراً لبرميل النفط تقريباً ولم يتم تحقيق هدف المواطنين بتحسين مستوى معيشتهم بشكل كبير، فكيف يمكن تحقيق الهدف نفسه مع تراجع الإيرادات النفطية ومع ميزانية جديدة يقدرها المختصون بأنها تحتاج إلى 119 دولاراً لبرميل النفط حتى يكون هناك توازن بين الإيرادات والمصروفات.
النواب الجدد ليسوا بحاجة لمواجهات إعلامية مع الحكومة أو بين بعضهم بعضاً من أجل الاستهلاك بعد 4 سنوات كمــا حدث في الانتخابات الماضية. بــل الدولة والحكومة بحاجة ماسة لجهود النواب وإضافتهم الجادة من أجل ابتكار آليات جديدة لمواجهة التحديات الاقتصادية التي من شأنها إيجاد بدائل متنوعة لتحقيق هدف تحسين مستوى المعيشة.
دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع بانتظار الأمر الملكي، ومن المؤمل صدوره قريباً، فماذا ستكون أولوية المجلس النيابي الجديد؛ الانخراط في مهاترات إعلامية من أجل إثبات الذات في الجلسات الأولى لتأكيد الالتزام بالوعود أم تحمل المسؤولية الوطنية بجدية كاملة؟
إذا كانت هناك هدية تستحقها البحرين وشعبها فإنها متابعة تنفيذ توصيات المجلـس الوطني لاجتثاث الإرهاب التــي أقرها في جلسته التاريخية خلال رمضان 2013، فمدخل الاقتصاد وأولويته لا يمكن أن تتحقق دون اجتثاث العوامل المقوضة للأمن الوطني.
وأمام النواب الجدد والحكومة بتشكيلتها المقبلة فرصة هامة غير قابلة للتسويف أو التأخير لتنفيذ هذه التوصيات الجريئة. فحمايــة المكتسبات وتحقيق المنجـزات تتطلب المزيد من الجرأة في التعامل وفق مقتضيات المصلحة الوطنية.