التصريح الأخير للوكيل المساعد للمنافذ والبحث والمتابعة بشؤون الجنسية والجوازات والإقامة؛ وملخصه أن مجموع المسافرين الذين دخلوا المملكة من جميع المنافذ في الفترة من 29 يناير وحتى 4 فبراير الجاري، أي خلال أسبوع واحد، بلغ 301951 مسافراً، تصريح يحمل الكثير من الإيجابيات ويبشر بأننا لسنا بعيدين عن سماع أخبار دخول أكثر من مليون مسافر في الشهر الواحد، وهذا يؤكد أن البحرين آمنة وإلا لما اختاروها لتكون وجهتهم حيث الأمان هو العامل الأبرز في اختيار وجهات السفر اليوم.
هذا العدد اللافت -دون تناسي مسألة إجازات نصف العام الدراسي لدى الجيران- بمثابة إعلان بأن خطط «المعارضة» في تخويف الناس أملاً في تخريب الاقتصاد قد فشلت فشلاً ذريعاً، وبدل أن تتمكن من تخويف من في الداخل ودفعهم للخروج حدث العكس؛ فجاء من الخارج بهذا العدد ليرد بشكل عملي على تلك «المعارضة» ويؤكد فشل خططها وإخفاقها، فلم يمنع القادمين ما يصلهم من أخبار عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال عن المظاهرات والمسيرات والمواجهات اليومية والاحتجاجات، وما إلى ذلك من أخبار مبالغ فيها هدفها تصوير البحرين على أنها ليست بلد الأمان، وأن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.. واختاروا.
الثلاثمائة ألف مسافر الذين دخلوا البحرين في أسبوع قضوا جزءاً من وقتهم في المجمعات التجارية وجزءاً في الحدائق والأماكن العامة وتنقلوا بين هذه وتلك وأماكن أخرى عديدة في الشوارع على مدار الساعة، كل هؤلاء لم يجدوا ما يجرح إقامتهم واستمتعوا بأوقاتهم وخرجوا بذكريات لن تنسى ولن يتأخروا عن تكرار التجربة. لو التقيت أحدهم وسألته عما إذا كان قد شعر بخوف أو قلق وهو يتسوق أو يتنزه أو يتنقل في الشوارع حتى في الوقت المتأخر من الليل لأكد لك بأن أمراً كهذا لم يحدث معه، وأن الناس في البحرين يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، وأنه لولا الشعور بالأمان لما جاء الخليجيون مصطحبين معهم فلذات أكبادهم من مختلف الأعمار.
هذا تأكيد إضافي على أن «المعارضة» فشلت في خططها، وأنها لم تستطع أن تعيق تسويق البحرين وإثبات عكس ما هو واقع، وهذا يعني أنه صار عليها أن تراجع نفسها وتعيد حساباتها وتحاول أن تستفيد من هكذا نتيجة في تحسين حياة من ترفع راية الدفاع عنهم وتستغلهم ليكونوا وقوداً للنار التي أشعلتها ولم تعرف كيف تطفئها.
كل خطط من صنف نفسه على أنه «معارضة» فشلت بامتياز، والسبب هو أنها أخفقت في تقديراتها وفي قراءتها للساحة المحلية والإقليمية وتطوراتها، وقدمت نفسها على أنها قوى ثورية وأن ما تمارسه من أفعال عبارة عن «ثورة شعبية» وليست أعمال فوضى وشغب لا ينتج عنها ما يمكن أن يفيد الناس.
منفذ جسر الملك فهد شهد وحده في ذلك الأسبوع دخول 247034 مسافراً من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون، هؤلاء تأكدوا من صدق ما تقوله الحكومة عن الأمان وانتهاء مرحلة محاولات التخريب، وتأكدوا من عدم صحة ما يصلهم من «المعارضة» عبر الفضائيات السوسة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهؤلاء سينقلون ما شهدوه بكل تفاصيله إلى الآخرين الذين لن يترددوا هم أيضاً عن اختيار البحرين الآمنة ليقضوا فيها إجازاتهم أو جانباً منها.
قدوم هذه الأعداد الكبيرة إلى البحرين -وبينهم رجال أعمال ومستثمرون- وتزايدها باستمرار مؤشر مهم ودليل على الاستقرار وعلى انتهاء المرحلة الصعبة التي مرت بها البلاد بسبب قلة وعي البعض واعتقاده أنه سرعان ما سيتمكن من تغيير النظام وتسلم السلطة.
الخليجيون الذي اختاروا البحرين فقدموا بهذه الأعداد تأكدوا من حالة الاستقرار والأمان الذي تعيشه وشاركوا بشكل عملي في إفشال خطط «المعارضة» للإساءة إلى البحرين.