مضت أيام بطولة كأس العالم سريعة كسرعة إيقاع المباريات وبإثارة توازي غزارة الأهداف وروعة الأداء مفرزةً لنا صفوة المنتخبات العالمية للتواجد في الدور نصف النهائي، فمنتخب البلد المضيف سوف يصطدم بالماكينات الألمانية والتانجو سيواجه الطاحونة الهولندية.
لم يكن تأهل المنتخب البرازيلي مقنعاً، صحيح أن السيليساو قدم في الشوط الأول أمام كولومبيا اداءً مميزاً يعتبر الأفضل له في هذا المونديال بسبب:
-التعامل الجيد مع الضغط النفسي.
-وجود مايكون بديلاً لدانييل الفيس مما أعطى قوة دفاعية وتوازناً في الأداء.
-تميز فيرناندينهو وباولينهو في التناوب على مراقبة جيمس رودريغيز وكذلك في السيطرة على وسط الملعب والمساندة الهجومية.
-النجاح في استغلال الكرات الثابتة وأيضاً في الأسلوب الدفاعي وعدم ترك المساحات سواء في الضغط العالي والمتوسط.
لكنه في الشوط الثاني عاد للشكل المهزوز من ترك مساحات للخصم والشد العصبي واللعب بطريقة عشوائية.
على سكولاري أن يجد حلاً ناجعاً يتمثل في إيجاد طريقة لعب واضحة خاصة في غياب ملهم البرازيل نيمار تعتمد على اللعب كمجموعة وتسريع إيقاع اللعب في الثلث الأخير. أعتقد أن ويليان هو البديل الأنسب لنيمار.
وجود المنتخب الألماني للمرة الرابعة على التوالي في النصف نهائي لهو دليل على مايمتلكه الفريق من إمكانيات هائلة تمكنه من تحقيق البطولة. أظن أن المنتخب استفاد من تميز وقوة البايرن ودورتموند على المستوى القاري لذا رأينا تنوعاً في الأداء والأساليب بوجود لاعبين يمتلكون الخبرة، التجربة والموهبة.
يواخيم لوف يعلم بأن الفوز على البرازيل ليس بالسهل ويعلم كذلك بأن لديه مفاتيح فوز يمكنها صنع الفارق كاللاعب مولر صاحب المرونة التكتيكية العالية واوزيل الذي أدى افضل مباراة له أمام فرنسا.
عندما يخف الضغط النفسي على النجم ميسي فالنتيجة حتماً تصب في مصلحة التانجو، هذا هو العنوان الأنسب للمنتخب الأرجنتيني في المونديال الحالي. منتخب يعتمد وبشكل مطلق على مايقدمه ميسي وزميله المتألق ديماريا سواء في التهديف وصناعة اللعب.
لم يقدم لنا مدرب المنتخب سابيلا أي فكر أو أستراتيجية واضحة بالرغم من أمتلاكه نجوماً يحسد عليها بسبب ضعف شخصيته وقراءته الفنية التي أثرت بالسلب على الفريق. لذا سوف يقع في مشكلة أمام هولندا القوية خاصة أنه سيفقد نجماً في حجم ديماريا.
الطاحونة الهولندية مازالت تدور وتحصد معها فريقاً تلوالآخرعلى أمل معانقة الكأس لأول مرة في تاريخها. منتخب يملك من المقومات مايؤهله لذلك من إرادة قوية وطرق لعب متنوعة بتواجد أكثر من لاعب تكتيكي يتوج مجهودها المتألق روبن وفان بيرسي.
فاجأنا مدرب الفريق فان خال في المباراة الأخيرة بتغيير حارس المرمى في الركلات الترجيحية أمام كوستاريكا ليعطي درساً للجميع في كيفية الاختيار الصحيح والتهيئة المناسبة.
كان بالأمكان حدوث مفاجأة على الأقل بتواجد كولومبيا وكوستاريكا في الدور نصف النهائي، لكن للكبار كلمة أقوى منها على أمل المفاجأة الأجمل لعشاق البرتقالي.