في شهر رمضان، كما يعرف جميع المسلمين، تغلق أبواب جهنم وتفتح أبواب الجنة، وإن الشياطين -من أكبرهم إبليس إلى أصغرهم- يصفدون في الأغلال حتى ينتهي شهر رمضان المبارك، وهذه نعمة يمنها الله على المسلمين بذلك، حتى تتسارع وتتسابق في هذا الشهر الأعمال والأفعال التي ترضي الله وتقرب العبد من خالقه ويفوز بالعتق من النار في هذا الشهر الكريم، لتبقى حينها النفس الأمارة بالسوء تنازع صاحبها حول أمر ما، فليس كل عمل مشين أو جرم يفعله الإنسان يكون ناتجاً عن وساوس الشيطان وحده؛ بل النفس الأمارة بالسوء تساعد الشياطين بالعمل والفعل الذي يغضب الرب ويبعده عن طاعته، والدليل على ذلك العمل الإرهابي الذي قامت به جماعة الإرهاب منذ أيام بتفجير قنبلة محلية الصنع راح ضحيتها رجل أمن، قدره بأنه كان يحمي البلاد ويصد عن العدوان والمؤامرات الإرهابية منذ أحداث 2011.
إن النفس البشرية تدعو بين الحين والآخر إلى فعل الشر، لكن عندما تقابل هذه النفس، النفس التي تدعو للخير فإن الإنسان بذلك يحاول ويجاهد على أن يروض نفسه بأن تكون خيره «على طول»، وهذا في حالة إن استحب الإنسان أن يروض نفسه على فعل الخير، أما إن استحب أن تكون نفسه مطابقة لنفوس الشياطين ونفس إبليس التي لن تهدأ حتى وإن دمر البشرية جمعاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فهم يصنفون من شياطين الإنس.
الإرهابيون منذ أمد بعيد في البحرين وهم يغذون أنفسهم بفعل الشر، فلا تستريح لهم نفس إلا بتطاير الأشلاء والدماء في كل مناطق البحرين، ينافسون إبليس في الوسوسة عبر منابر المساجد وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال تجمعاتهم المختلفة، والتي تحث على شق الصف والخروج عن طاعة ولاة الأمر وشحن بعض النفوس بالعداوة والكره لكل من يقول كلمة الحق أو من يدافع عن بلده ويحمي وطنه.
فإذا كان إبليس وأعوانه من الجن مكبلين بسلال بأمر من الله عز وجل، فإن شياطين الإنس ينفثون سمومهم، حتى في رمضان، ويأمرون أتباعهم بالتعدي على فضل شهر رمضان، فأي إسلام هذا الذي ينادون به وأي عبادة يؤدونها وهم يترصدون للشر في كل وقت وفي كل شهر، وحتى في الأشهر الحرم، فمن يصدهم ويردع شرهم الإرهابي؟
قلنا الحزم والردع يجب أن يأتي من الحكومة وبدون أي تردد أو تأخير، قلنا من أمن العقوبة أساء الأدب وقام بالفعل المشين، صبرنا على الإرهاب وعلى أفراد الإرهاب المعروفين، وقلنا ستأتيهم ضربة من حديد، قلنا أيضاً القانون فوق الجميع، قلنا لعل في التروي بعض الحكمة؛ فمسحنا بها قلوبنا «ومشيناها»، «بس عاد خلاص تعبنا ونحن نمني أنفسنا بالفرج وبضربة معلم، والحل يا جماعة الخير، شنو الحل؟».
لا يرضينا أن نشاهد أطفال من يحرسوننا باليل والنهار يتيتمون، ولا يرضينا أن ترمل نساء من يقفون ضد الإرهاب، لا يرضينا أن تحرق قلوب أمهات من لا يتهاونون في حماية كل شبر من أرضنا الغالية، فإذا كان الإرهابيون لا يهتمون أن يقتلوا ويرهبوا الناس في خير الشهور، فلماذا نطبطب على الإرهاب؟ ولماذا لا تفعل الحكومة كما تفعل الدول الأخرى لردع الإرهاب ولكل من يتعدى على حدود الأمن والنظام والوطن؟
التآمر على الوطن والآمنين من الناس في 2011 بالتحديد عند دوار مجلس التعاون والاستيلاء عليه، كان تجمعاً بذرت في نفوس من تجمع منهم هناك بذور الإرهاب والشر، وهيهات أن تتبدل النفوس لفعل غير الشر. كلنا نعلم، نحن كمواطنين وحكومة وأيدي إرهاب، بألا حوار ولا طاولة ولا حقائب وزارية ولا التقرب منهم والصفح سوف يردعهم عن مخططاتهم الشيطانية ضد الوطن، واقع يعلمه الجميع؛ ولكن مازالت الحكومة ترتدي تلك النظارة التي ترى ولا نرى، «يا إما تشيل الحكومة النظارة من عليها أو أنها تحاول أن تلبسنا نظارتها حتى نشوف اللي يشوفونه»، «يا إما نبتر الإرهاب من وطننا أو أن نطبق قانون البقاء للأقوى»، «وما في حل آخر».