الخميني مدبر وقائد الثورة الإيرانية على حكم الشاه -وبمساعدة غربية- أطلق وصف «الشيطان الأكبر» على الولايات المتحدة الأمريكية.الأمريكان أنفسهم أنتجوا فيلم «أرغـــو» المستوحى من قصة حقيقية بشأن أفراد السفارة الأمريكية في طهران حينما اندلعت ثورة الإطاحة بحكم الشاه.المرشد الإيراني الحالي علي خامنائي، والذي منح مرجع الوفاق عيسى قاسم صفة «آية الله»، قال بالنص في خطبة جمعة أسماها «خطبة الجمعة العربية» في 3 فبراير 2012، قال بالنص: «إن هدفهم الأكبر اليوم بعد عجزهم عن قمع الشعوب والسيطرة عليها هو السعي للسيطرة على غرفة قيادة الثورات واختراق الأحزاب الفاعلة، وحفظ ما أمكن من هيكل الأنظمة الفاسدة الساقطة والاكتفاء بالإصلاحات السطحية والمسرحية، وإعادة بناء عملائهم في داخل البلدان الثائرة».مرجع الوفاق نفسه عيسى قاسم له مقولة عن الولايات المتحدة بعنوان «الشيطان الأكبر وسرقة الثورات» في عام 2005، يقول فيها نصاً: «فهي -أمريكا- تخادع الشعوب وتربح ثقة وود البعض، وتحصل على ما تريده من ولاء أصحاب الطموح غير المبدئيين وتضمن خدمتهم لها، وتعتمدهم قوة موالية تكون رديفاً للحكومات في الحاضر، وبديلاً في المستقبل للسيطرة على شعوب الأمة وأراضيها لصالح أمريكا». ويكمل المقولة بنقطة مهمة يقول فيها: «شعار الديمقراطية تستعمله أمريكا في البلاد العربية والإسلامية لخلق بدل من أصحاب الاختصاصات والثقافات الطموحين للمناصب، والذين تغريهم الدنيا».كل هذه الأقوال موثقة، والمواقف الإيرانية ومن يتبعهم ويواليهم معروفة في الولايات المتحدة، ورغم ذلك نرى اليوم أفرع مشروع التمدد الإيراني سواء في العراق أو البحرين يرتمون في أحضان الأمريكان، بل بات الأمريكان -بالنسبة للوفاق على سبيل المثال- في مرتبة المرشد الأعلى لكن على الصعيد السياسي.وبعد خطوة أمس الأول التي اتخذتها الخارجية البحرينية باسم الدولة في حق مساعد وزير الخارجية الذي جاء ليخرق الأعراف الدبلوماسية بكل قوة عين ويكشف عن العلاقة المشبوهة الصريحة بعرابي الانقلاب على النظام والمدافعين عن الإرهاب وقتل الشرطة، جاءت الخطوة لتدفع هذه الأذرع وكارهي البحرين من أبنائها للأسف، بأن يرفعوا عقيرتهم ضد الدولة وليتضامنوا مع العنصر الأمريكي الذي جاء ليتدخل في شؤوننا الداخلية.هذه المواقف تكشف الوطنية الحقيقية، هؤلاء شتموا السعودية وتطاولوا عليها رغم أن البحرين والسعودية ودول الخليج يشكلون منظومة مجلس التعاون، واعتبروا وقفتهم مع البحرين تعاوناً من الخارج، في حين هم يتوسلون الأمريكان يومياً وغيرهم ليتدخلوا في شؤون بلدهم. فأي وطنية «رخيصة» هذه؟!عموماً نأخذ الكلام من أفواه مراجعهم الذين يستخدمون الدين لغرض السياسة، لنثبت كيف أنهم كاذبون، وكيف أنهم «عملاء» برضاهم للأمريكان الذين يشتمونهم ويصفونهم بـ «الشيطان الأكبر».بحســـب الخامنائـــــي، فـــإن الأمريكــــــان يفعلـــون التالي:- هدفهم السعي للسيطرة على غرفة قيادة الثورات واختراق الأحزاب الفاعلة. (وهذا ما يحصل مع الوفاق وأذيالها)- الاكتفاء بالإصلاحات السطحية والمسرحية. (وهذه بالضبط الشعارات الكاذبة التي تطلقها الوفاق).- إعادة بناء عملائهم في داخل البلدان الثائرة. (والوفاق هي العميل الذي يعاد بناؤه).أما بالنسبة لعيسى قاسم، فهو الأخبر بجماعته، وقال عن أمريكا التالي:- تحصل على ما تريده من ولاء أصحاب الطموح غير المبدئيين وتضمن خدمتهم لها. (والوفاق هي صاحبة الطموح بإسقاط النظام، ولم تكن يوماً أصلاً صاحبة مبدأ).- تعتمدهم قوة موالية تكون رديفاً للحكومات في الحاضر، وبديلاً في المستقبل للسيطرة على شعوب الأمة وأراضيها لصالح أمريكا. (وإن نجحت الوفاق في مخططها فهي اللعبة المضمونة في يد الأمريكان، وإلا فالويل والثبور).- شعار الديمقراطية تستعمله أمريكا لخلق بدل من الطموحين للمناصب، والذين تغريهم الدنيا. (ومن غير الوفاق التي تريد رئاسة الحكومة والسيطرة على البرلمان وتفصيل البلد حسب نزعتها المحبة للمناصب؟!).يشتمون الأمريكان ويرتمون في أحضانهم، يعرفون مخططاتهم وكيف ينظرون للأحزاب والجمعيات التي تدعي أنها معارضة، ورغم ذلك يقبلون بأن يشتركوا معهم في نفس اللعبة، وهم يدركون أهم في النهاية ليسوا سوى «ألعاب» و»دمى» تتحرك بحسب مزاج البيت الأبيض.الأمريكان يجب أن يعرفوا حدودهم، ورغم فارق القوة والسطوة والنفوذ، فإن هيبة الدول تقتضي أن تقف ضد أي شيء يتطاول على هيبتها وسيادتها. والانقلابيون المرتمون في أحضان الأجنبي عليهم إدراك أن صبر الدولة سينفذ يوماً ما.