مازلت أتذكر ما كانت تقوم به والدتي -أطال الله في عمرها- لأخي الصغير كلما هم والدي -رحمه الله- بالسفر، فقد كانت تحرص على أن تلف أخي الصغير «خليفة» بغترة الوالد، وعندما كنت أسألها عن سبب فعل ذلك؟! كانت تعلل بأن أخي «خليفة» شديد التعلق بأبي ويمرض كلما سافر وابتعد عنه، ولهذا كانت تلجأ لهذا الأسلوب كي يعتقد أخي الصغير أن أبي موجود معنا فلا يتأثر برحيله أو يمرض من جراء سفره.
ومن ذلك الحين وأنا أؤمن بطريقة والدتي، والتي كان يستخدمها معظم العرب آنذاك، وكانت تحاول فيها شغل العقل اللاوعي عند أخي لكبت مشاعر الشوق لأبي، والتي مازلت أؤمن بفعاليتها لمحاربة الشوق نحو بعض الأشخاص الذين نحبهم بعمق.
وهذا هو شعور حال أهل البحرين عندما يسافر سمو الأمير خليفة لفترات طويلة، نشعر أن هناك شيئاً كبيراً ومهماً نفتقده، ونشعر أن السعادة غير مكتملة؛ شعور من الشوق يخالجنا تجاه بعده عن أرض الوطن، كيف لا؛ وهو أحد أعمدة هذا البلد ورمز من رموزها، فما سر هذا الشوق والحب لك أيها الأمير؟!
الأمير خليفة هو صاحب اليد البيضاء، اليد المدودة للجميع دون تحيز أو تمييز، وبحكم عملي في الإعلام أستغرب من سرعة الاستجابة من سموه على جميع الأمور والقضايا العامة التي يثيرها الإعلام، وأستغرب من تجاوبه السريع إزاء أي مشكلة أو معضلة شخصية لأي مواطن أو مقيم على أرض البحرين، بل أستغرب أكثر من متابعة سموه شخصياً لجميع قضايا الرأي العام في المملكة رغم مهام عمله الجسام، فمن الذي طلب من سموه شيئاً ولم يوجه سموه إلى مساعدته وحل مشكلته؟ حتى بات الجميع يناشد خليفة بن سلمان ويستغيث به.
نحبك يا خليفة لأنك قريب منا ومن همومنا ومن تطلعاتنا، نحبك لأنك حريص على شؤوننا وعلى حفظ واستقرار مملكتنا، نحبك لأنك رمز من رموز هذا البلد المعطاء، نحبك لأنك تستحق كل المشاعر الطيبة والنبيلة، ولا نستغرب أبداً من احتفالات الفرح المصاحبة لرجوعك لدارك سيدي، ولا أملك إلا أن أشكر الله على رجوعك سالماً غانماً لدارك التي افتقدك كثيراً، والتي صلت لله من أجل أن تعود إليها بصحة وعافيــة.