تلبس نظارتك الشمسية في الصباح وفي فترة الظهيرة حتى تتفادى أشعة الشمس المباشرة ولتحافظ على سلامة عينيك.
بالتالي لا يمكن أن تستغرب من شخص يلبس نظارة «سوداء» في النهار، لكن العكس بأن تستغرب حينما ترى شخصاً يلبس نظارة سوداء في الليل أو داخل مجمع حيث لا أثر للشمس!!
لكنني شخصياً بت لا أستغرب رؤية من يلبس نظارة سوداء في عتمة الليل أو بداخل الأماكن المغلقة، وذلك لسبب بسيط جداً، يتمثل بأن الغالبية من البشر الذين يصادفوننا في حياتنا اليومية يلبسون نظارات سوداء في كل وقت، حتى وهم غارقون في النوم!
أؤمن بأن غالبيتكم فهم المقصد هنا. فالنظرة التشاؤمية للحياة ولكل تفصيل من تفاصيلها هو ما يجعل على عيني صاحبها نظارة سوداء من الاستحالة أن تجعله ينظر للحياة بتفاؤل.
قرأت مؤخراً موضوعاً شيقاً عن الطاقة السلبية وعن النظرات السوداوية، وأرى من المفيد مشاركتكم بعض المضامين هنا و«بتصرف»؛ علنا نكتشف ما إذا كنا نلبس هذه النظارات من حيث لا ندري.
كثير من الناس يرى أن التمثل بأسلوب «واقعي» دائماً يعني بأن الأشياء دائماً ستسير في اتجاه خاطئ لا محالة، وأنه عليك قبول الوضع لأنه يمثل الحقيقة ولا يد لك فيها! هذه أولى عمليات لبس هذه النظارة، وذلك عبر الاستسلام للواقع وانعدام الرغبة في تغييره للأفضل.
البعض حينما تسوده هذه النظرة السوداوية يرى بأن كل شيء سلبي وخاطئ، حتى ما هو صحيح سينتهي بالخطأ لا محالة. ومثل هذا النوع من القناعات هو ما يحول الشخص لمصدر للطاقة السلبية تنعكس ليس عليه فقط بل حتى على محطيه.
هناك تساؤلات يطرحها كثير من أساتذة البحث الإنساني معنية بتحديد الشخص لذاته، وهل هو بالفعل لابس لهذه النظارة السوداء.
مثال ذلك، اسأل نفسك التالي:
- هل أنت تشتكي وتعبر عن استيائك من أمور مختلفة كل الوقت؟ أم بعض الأحيان وبشأن بعض المواضيع؟!
- هل تميل للنقاش بشأن ما هو خاطئ حولك «أي شيء كان» أكثر من مناقشتك لما هو صحيح؟!
- هل تنتقد الجميع أو تنتقد بعض الأشخاص؟! وهل انتقادك للأمور أمر دائم وسمة فيك تمارسها بعموم على كافة الأمور، أم انتقادك يتعرض لبعض الأمثلة والأوضاع الخاطئة؟!
- هل تؤمن بأنك عاجز عن التحكم في كافة الأمور، أم أنه يمكنك التأثير والتغيير في مواقف معينة؟!
- هل تشعر بأن الأمور تحصل لك، أم أن هذه الأمور تحصل من خلالك؟!
- هل ترى نفسك ضحية أمور خاطئة في المجتمع، أم أنك ترى إمكانية أن تحدث أنت فارقاً ولو ضئيلاً؟!
هذه التساؤلات مهمة أن يسألها كل شخص لنفسه، ففيها يمكن تحديد حقيقة نظرتك للأمور، ويقرن الباحثون هذه الأسئلة بخلاصة تتمثل أيضاً بإجابة تساؤل، مفاده التالي؛ هل لاحظت بأن الأشخاص الإيجابيين يحصلون غالباً على ما يريدون في حياتهم، حتى وإن سارت الأمور بغير الطريقة التي يريدونها؟!
وعليه فإن العكس صحيح، فإن الأشخاص السلبيين دائماً ما يمتعضون ويعربون عن استيائهم بل يشاركون الناس تذمرهم حتى وإن كان معنياً بأمور جيدة حصلت لهم، فالاستياء هو الشيء الوحيد الصادر عنهم.
وعليه فإن النصيحة لإزالة النظارة السوداء تتمثل بعدة خطوات تتخذ، أبرزها ثلاثة أمور هي كالتالي:
-1 تحصل على الراحة والمتعة في الحياة حينما تعتبر أن مسار الأمور تحدده خياراتك وطريقة تعاملك مع الظروف. والبعد عن الاعتقاد بأن كل الأمور سلبية أو إيجابية هي نتيجة أخطاء الآخرين.
-2 ابدل كل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية. حدد المشاكل التي تزعجك وضع لها حلولاً حتى لو لم تستطع تطبيقها، وهذه العملية تتطلب تدريباً دائماً. القناعة بأن الإيجابية هي الأساس، وكيف أنه في أسوأ الظروف لابد وأن يكون هناك بصيص أمل، والأهم حاول أن تخفف الحديث الدائم عن السلبيات وإبداء التذمر وإعلان الإحباط.
-3 ثق بأنك أنت المتحكم في مصيرك ومستقبلك وأن خياراتك من تصنع دروبك. كذلك انظر للحياة من زاوية مختلفة، وإن أزعجك الواقع اخلق لك في أفكارك عالماً مثالياً تعتبره طموحاً أثيراً ترغب في الوصول إليه، بالتالي استغل بعض اللحظات والمواقف لتحقق ولو جزءاً بسيطاً من هذا العالم المثالي.
الجميع يبحث عن السعادة، لكنه بدل البحث يستسلم للواقع ويحول نفسه أسيراً لأمور يجعلها هي تتحكم في طريقة معيشته وحياته وكلامه وتعامله مع الآخرين.
دائماً يقال ليست الظروف من تصنع الإنسان، بل الإنسان هو الذي يصنع الظروف وبالتالي هو من يتأثر في النهاية بما تصنعه يداه.
نصيحتنا هنا بأن استخدموا النظارات السوداء للوقاية من أشعة الشمس المباشرة فقط، والجميل بأن البعض يحارب السواد حتى بعدم لبس هذه النظارات على الإطلاق.