كارديف، عاصمة دولة ويلز وأكبر مدنها، تلك المدينة الجميلة بطبيعتها الخلابة التي تجمع بين الجبال، الأنهار، التلال، البحيرات والسواحل على موعد اليوم مع جمال آخر عندما تحتضن مباراة كأس السوبر الأوروبي بين نادي القرن ريال مدريد بطل النسخة السابقة لدوري الأبطال وإشبيلية بطل كأس الكؤوس الأوروبية الأخيرة.
لقاء إسباني ملتهب يقوده اثنان من كبار المدربين بفكر ونهج مختلف وعارفان بخبايا لقاءات الأندية الإسبانية وبقدرات فريقيهما.
يعرف اوناي ايمري مدرب إشبيلية كيفية تجهيز فريقه للمواجهات الكبرى فهو ذكي بطبعه يستطيع رسم طريقة وأسلوب لعب يتناسبان مع قدرات لاعبيه، أيضاً هو شخصية حماسية بإمكانه نقل تلك الحماسة والروح للفريق. ايمري على علم بأن كسب معركة الوسط هو المفتاح للفوز في المباراة، لذا حسب اعتقادي ومشاهدتي لطريقة وأسلوب لعب إشبيلية فإنه سيبدأ بطريقة 1-3-2-4 وبالضغط العالي في بداية المباراة بغية تسجيل هدف مبكر واستغلال أي خطأ ممكن أن يقع فيه خط الدفاع، خاصة الجهة اليسرى لريال مدريد المعروفة بضعف التغطية العكسية المتواجد فيها مارسيلو.
خماسي خط الوسط: كوتان، ايبورا، تروخوفسكي، سامبيرو وأنطونيو رييس، ومن أمامهم المهاجم فيرنانديز، عليهم دور كبير في افتكاك الكرة وصناعة اللعب بالإضافة للمساندة الهجومية من الظهير الأيسر مورينيو.
هذا الرسم التكتيكي من الممكن جداً أن يسبب مشاكل للريال بشرط الإبقاء على التركيز وعدم ارتكاب أخطاء.
التعاقدات النوعية التي قام بها ريال مدريد ذكية ومطلوبة لتطوير الأداء في التحول الهجومي. صحيح أن الفوز بالكأس العاشرة كان عن جدارة واستحقاق لكن أداء الريال في الموسم المنصرم لم يصل لمرحلة الكمال لعدة أسباب منها أن الفريق لا يستطيع التعامل بالصورة المثلى لأساليب الفرق، فرأينا الريال يصبح فتاكاً في الهجمة المرتدة لوجود نوعية من اللاعبين تستطيع تنفيذ هذا الأسلوب ولكنه يعاني أمام فرق تلعب بأسلوب الدفاع المتأخر أو دفاع المنطقة لعدم وجود نوعية تستطيع التعامل مع هذا التنظيم.
لكن ماذا عن هذا الموسم؟ أعتقد أن الريال يملك خيارات عديدة للتعامل مع أي ظرف في المباراة. وجود توني كروس سيعطي قوة إضافية في وسط الملعب فهو يمتلك التمرير المتقن أسوة بألونسو، لكنه يتميز عنه بالتهديف وبعمل إضافة لخط الهجوم عن طريق التواجد في الثلث الأخير من الملعب، أما المبدع خاميس رودريغيز فهو بالإضافة إلى مقدرته الفائقة بالتهديف خارج وداخل منطقة الجزاء فإنه يستطيع إنهاء الهجمة المرتدة بإتقان وبنفس الإيقاع دون تسرع.
أنشيلوتي مدرب هادئ لديه تشكيلة قوية تمكنه من اللعب بكل الطرق وبأريحية، ويعلم كذلك مدى أهمية أن يفوز الملكي بهذا اللقب، ولكن عليه أن يتعامل بذكاء مع وفرة النجوم لديه.
أعتقد بأن أنشيلوتي تشرب فلسفة نادي ريال مدريد وما يطمح له عشاق الملكي، لذا فمن بعد التعاقدات الأخيرة وبقدوم فالكاو المحتمل فإن أنشيلوتي قادر أن يقدم تشكيلة ترتعد لها فرائص أوروبا.