«يا من شراله من حلاله علة».. مثل خليجي دارج يستخدم عندما يقوم الشخص بشراء شيء ما من حر ماله يجلب له المضرة والسوء، وهذا المثل الخليجي يذكرني حالياً بوضع الناقلة الوطنية لمملكة البحرين «شركة طيران الخليج»، خصوصاً بعد قراءتي لخبر نشر مؤخراً في الصحافة اليومية مفاده فتح مناقصات تتراوح ما بين النصف مليون و3 ملايين تقريباً، لدراسة جدوى شبكة خطوط طيران الخليج للعشر سنوات القادمة، حيث تقدمت لها أربع شركات أجنية متخصصة في مجال الطيران بغية الفوز بهذه المناقصة لدراسة جدوى إغلاق ناقلتنا الوطنية» شركة طيران الخليج» من عدمه خلال 10 أعوام القادمة.
عن نفسي يحز في خاطري جداً ما آل إليه وضع شركتنا الوطنية، والتي كانت تشكل إحدى كبريات شركات الطيران في العالم، ويحز في خاطري أكثر أن تغلق هذه الشركة الوطنية التي تمثل أحد مرتكزات البحرين، ولكن إذا كان لا يوجد حل في إسعاف الوضع فلا بأس أن نتقبل أن هذه الشركة العريقة قد بدأت كبرت وهرمت وآن لها أن ترتاح، وعلى الرغم من تعاقب العديد من الأشخاص الكفء لإدارة هذه الشركة وضخ الدماء فيها إلا أن النتيجة تكون دائماً سلبية، وإجابة القائمين عليها عقيمة تأتي دائماً بالسالب، وتأتي دائماً لصالح «تقليل الخسائر» ولم ترتقِ حتى الآن للوصل إلى نتيجة «تغطية التكاليف» أو «الربح».
ولا ننكر أن حكومة البحرين قد ساندت شركة طيران الخليج وحاولت دعمها بكافة السبل من أجل الحفاظ على الاسم التجاري لطيران الخليج، ومن أجل أن يكون للمملكة طيرانها الوطني، ولكن نتائج هذه الشركة مازالت دون المتوقع.
أعتقد بأنه يجب أن نتوقف للحظة وندرس الوضع جيداً، ولا أعني بالدراسة هنا الدراسة التي تتنافس عليها شركات الطيران الأجنبية بملايين الدولارات، ولا أقصد الاستعانة بالخبراء الأجانب، بل أقصد أن تشكل لجنة وطنية لدراسة جدوى استمرارية هذه الشركة من قبل خبراء في الطيران من البحرينيين وعدد من الاقتصاديين والإداريين وأطراف من الحكومة، للوصول إلى قرار نهائي حول استمرارية هذه الشركة من عدمها، فأهل مكة أعرف بشعابها.