نسأل لماذا فقط البحرين من تجرجر إلى مجالس حقوق الإنسان؟ لماذا فقط المنظمات الحقوقية لا تستهدف إلا البحرين؟ البحرين دون دول العالم، فلم نسمع عن بورما التي أحرقت حكومتها مئات الآلاف من المسلمين أحياء بأنها قد استدعيت قط لجنيف أو حققت معها بيلاي أو طلب زيارتها منديز، ولم نسمع كذلك عن العراق التي أبيد فيها 5 ملايين، ولم نسمع عن إيران التي انتهكت حتى حقوق الحيوان والنبات، وأكيد لم ولن نسمع عن أمريكا التي جرائمها غطت الكرة الأرضية حتى بات عدد ضحاياها مئات الملايين، فقط البحرين هي ودون غيرها كل يوم جلسة، وكل يوم حضرة، وقد نعزو ذلك لأسباب، أولها بالتأكيد أن البحرين مستهدفة من المجتمع الدولي، لأنها مفتاح خريطة الشرق الأوسط الجديد، وقد نرى أن السبب أيضاً قد يكون في المفوضين عن الدولة في حضور جلسات هذه المجالس ومقابلة المنظمات الحقوقية، الذين قد يبالغون في ليونة الحديث لظنهم أن الطيبة والمنطق قد ينفعان مع هذه المنظمات الصهيونية التي جلست تتفرج على غزة وأطفالها يموتون وسوريا وأطفالها يذبحون، وها هي ستتفرج على تحالف دولي قد يقضي فيه على الملايين من البشر وتبقى آثار دمارها مئات السنين، هذه المنظمات لا يكسبها تغريد عصافير ولا هديل حمام، هذه المنظمات يجب أن تواجه بصوت جهور وبإعلام قادر على أن يكشف كذب الوفاق في كل دعاويها، إعلام بكل اللغات حتى تصمت هذه المنظمات عندما تكشف حقيقتها بأنها منظمات مأجورة، إذاً إنه تقصير من المؤسسة الحقوقية والإعلامية التي لم تخرج حتى اليوم بفيلم يوثق إرهاب الوفاق، ويبين كيف يعيش الشيعة بنعمة ورخاء في البحرين، وكيف تدعمهم الدولة من بناء مساجد ومآتم، وكيف تحرس مواكبهم العزائية، وتسخر رجال الأمن لحراستهم ورعايتهم، والكثير الكثير لا يعد ولا يحصى من اقتصاد يسيطرون عليه قد يكون بالكامل بدءاً من صيد الأسماك حتى أكبر المصانع والشركات والمدارس والمعاهد والجامعات، كلها، أصحابها من الطائفة الشيعية فلم تحرمهم الدولة لا من تراخيص ولا من دعم مادي بل أكبر المناقصات ترسي على مؤسساتهم وشركاتهم، شيء لا يتخيله العقل أن يحصل على مثله أي شيعي في أي دولة في العالم حتى في دولته الأم إيران، وهذا ما يجب أن تكشفه المؤسسة الحكومية والإعلامية.
كما أنه قد يكون هناك مشكلة في مؤسسة حقوق الإنسان التي لم تستطع حتى اليوم إحراج هذه المنظمات عندما تواجهها بمكاييلها المعوجة، فلا مؤسسة حقوقية ولا جهة إعلامية استطاعت حتى اليوم أن تنقل وجه البحرين المشرق للعالم وماذا ترتكب ميليشيات الوفاق من جرائم إرهابية ثم تتعامل الدولة معهم بالرقة والحنية وتبعث لهم أجمل الخطابات التي تحمل الود وتغريهم بالحلول وتمنيهم بالمكافآت.
إنه القصور الفادح الذي تعاني منه هذه المؤسسات المعنية برغم توفر الإمكانيات المادية والمقرات الرسمية ذات المباني الواسعة والمكاتب الفاخرة، في الوقت الذي نشاهد كيف تستطيع جهود فردية من مواطنين بنقل هذه الأحداث خلال مواقع التواصل الاجتماعي، نعم لقد استطاعت هذه المجهودات الفردية أن تحقق ما لم تحققه المؤسسات الرسمية، استطاعوا بـ «التويتر» و«الأنستغرام» و«الواتس أب»، كشف الحقائق للعالم، إذ إن الحقيقة لا تحتاج إلى مجهود ولا شخص عبقري، فقط شخصية وطنية لا تفكر في أن تخسر منصباً أو تخاف على كرسي، شخصية لا يهمها إن قالوا عنه «طائفي أو بلطجي»، ولكن مع الأسف هذه الشخصيات اليوم قد انقرضت كما انقرضت الديناصورات، وما نراه اليوم إلا شخصيات تهتم في هندامها ونسفة غترتها وكيفية جلستها للكاميرا، شخصيات تحاسب على كلماتها وابتسامتها، فهي تريد في الأخير أن ترضي كل الأطراف، وهذا خطأ فادح عندما يغلب المسؤول مصلحته الشخصية، إنها مع الأسف هذه الصفة نراها اليوم تلازم الكثير من المسؤولين الذين كان عليهم مسؤولية الدفاع عن البحرين في المحافل الدولية والوسائل الإعلامية.
ولا نقول إلا أنه مع الأسف أن المؤسسة الحقوقية اقتصر دورها على مسؤول تظهر صوره في وسائل الإعلام في جلسة ودية مع مسؤول أو رئيس دولة مع تقرير يشرح ما دار من حديث بأن البحرين ستسعى للاستفادة من تجارب دولهم في مجال حقوق الإنسان، أي أنه يشهد بأن البحرين لديها تقصير في هذا المجال، وكذلك بالنسبة للمؤسسة الإعلامية هي الأخرى التي قد تكون أغلب برامجها التلفزيونية عن فرجان الأول والهول يا مال، فهذه بعض من الأسباب التي سمحت للمنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي أن تلاحق البحرين من دون دول العالم ودون سكان الأرض، حين واجهت تقاريرها بتغريد العصافير وهديل الحمام، فكيف بعدها لا تكون فقط هي البحرين دون دول العالم التي تلاحقها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وتجرجر دون غيرها إلى مجالس حقوق الإنسان بجنيف.