لا تنقطع المبادرات التي يقوم بها سمو ولي العهد فيما يتعلق بالحوار الوطني أملاً بالوصول إلى أرضية مشتركة وتوافقات بين جميع الأطراف المشاركة في الحوار الذي توقف وآخرها اطلاعه أعيان وشخصيات المجتمع البحريني على ما تم التوصل بشأن استكمال المحور السياسي من حوار التوافق الوطني وكذلك اطلاع سمو رئيس الوزراء على نتائج اللقاء مع الأعيان، كل ذلك يأتي في إطار حرص سمو ولي العهد على نجاح الحوار الذي يعتبر نجاحاً لكل شعب البحرين وليس لفئة دون أخرى.
دائماً ما يؤكد سمو ولي العهد أنه يعمل من أجل البحرين ومواطنيها باعتبار أن ذلك هي مسؤولية تاريخية تقع على عاتقه بهدف النهوض بشعب البحرين للأفضل انطلاقاً من المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى الذي يهدف لمستقبل مشرق لأبناء البحرين، وهذا لن يأتي إلا من خلال التوافق والانتخابات النيابية المقبلة التي تعتبر محطة هامة في مسيرة الديمقراطية والانفتاح والحريات لتضاهي البحرين الدول المتقدمة، سمو ولي العهد شديد الحرص على تطوير العملية السياسية ولم الشمل حتى تعبر البحرين إلى بر الأمان وتطوي فترة عصيبة مرت بها البلاد منذ فبراير 2011، هذا لن يأتي إلا من خلال التحاور والمصارحة والجلوس على طاولة واحدة تطرح فيها كل القضايا يتشارك فيه الجميع من أجل بنائه.
بعد المبادرة الأخيرة التي أطلع فيها سمو ولي العهد مختلف شرائح المجتمع البحريني فإن الكرة الآن في ملعب المعارضة، خصوصاً منها جمعية الوفاق التي مازالت تتزمت في وضع الشروط المسبقة للحوار، وهذا ما يؤدي لتعطيل عجلة الحوار، بوضع العصا داخل هذه العجلة لتقف عربة الوطن مكانها في ظل وضع سياسي متأزم سببه تعنت الوفاق وقياديها ومن خلفها باقي جمعيات المعارضة، اليوم على من يعمل في السياسة أن يتقبل الرأي الآخر وأن لا يحجر على المواطنين بالدعوة لمقاطعة الانتخابات بالترهيب والوعيد، ما نتمناه حقيقة أن لا يتم تفويت الفرصة، فالوقت يمر والاستحقاق النيابي على الأبواب ويجب أن تدرك الوفاق وتوابعها أن الخروج عن الإجماع الوطني لن يجدي نفعاً وعليها أن تتعظ من سياسة المقاطعة لكل شيء بسبب وبدون سبب.
الجميع يتفق على أن دعوة سمو ولي العهد وتحركه مؤخراً هي بمثابة خارطة طريق يمكن عن طريقها العودة بالبحرين إلى ما كانت عليه بعودة اللحمة الوطنية كما هو الحال مع بداية التصويت على ميثاق العمل الوطني، فالمبادرة فرصة يجب أن يتم استثمارها بشكل صحيح وهي كفيلة بتحقيق تطلعات البحرينيين ولم شملهم في صف وطني واحد، وكل ذلك لن يكون إلا من خلال نبذ العنف وعدم إقحام الأجنبي في الشئون الداخلية، إذا ما أردنا السير وفق النهج الإصلاحي والديمقراطي المنشود والعمل على تنمية البلاد على مختلف الأصعدة، فالحل بحريني عندما تتشابك الأيادي الوطنية، وإلا فالغريب لا يريد الخير للوطن ولا قيادته ولا شعبه.
همسة:
قالها حضرة صاحب الجلالة الملك في إحدى كلماته السامية «وأهم من يعتقد أن البحرين عصية على لم الشمل الاجتماعي وصون وحدتها الوطنية والترابية، ولا مكان للوهم أو التردد في نفوس البحرينيين الصلبة والقوية والباسلة»، واللبيب بالإشارة يفهم!