إذا فكرت في حياتي كلاعب كرة قدم أو كمدرب أو كمدرس فأنا أعتقد أن هذا هو أسوأ يوم في حياتي، سيظل الجميع يتذكرون اسمي بعد أقسى هزيمة في تاريخ البرازيل لكن هذه مغامرة كنت أعلم بها عندما قبلت هذا المنصب – كلمات قالها المدرب سكولاري مدرب البرازيل بعد مشاهدة فريقه يتحطم أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي بعد أداء مخيب سيظل في ذاكرة الجماهير العالمية لسنوات طويلة، وستحكي عنه أجيال بعد أجيال.
من ناحية ثانية من الصعب أن يوصف الفريق «الألماني» بغير المتألق، فالفريق فرض نفسه عملاقاً للبطولة بعد سحقه للفريق البرازيلي في ليلة اعتبرت ليلة الأحزان رفعت فيها القبعات للفريق الألماني الذي مرغ فيها تاريخ منتخب البرازيل الناصع في الوحل، ليلة ستكون حاضرة في الأذهان لسنوات طويلة.
فالفريق الألماني قدم ثلاث مباريات ذات مستوى متباين في الدور الأول، فبعد مباراة أولى حطم فيها الفريق البرتغالي برباعية، وجد نفسه يسير في الطريق السليم بعد مباراتين صعبتين أمام غانا وأمريكا عبر فيهما الدور الأول على رأس المجموعة، بعدها تخلص الفريق من مطب الفريق الجزائري في واحدة من أقوى مباريات الفريق في الدورة، وتخطى الفريق الفرنسي بأقل مجهود في طريقة نحو اللقب من خلال مجموعة من اللاعبين أفضل بأن توصف بالمثالية.
وعلى الجانب الآخر تمايلت ساحات وشوارع مدينة ساو باولو البرازيلية حتى ساعات الصباح الأولى على أنغام موسيقى التانغو والأغاني الأرجنتينية بعدما ثأر ميسي ورفقاؤه لشرف أميركا الجنوبية من أوروبا بعدما أذلت ألمانيا السليساو، وبوصولها إلى النهائي لتثبت أن الكأس لن تغادر هذه المنطقة في الطريق لتحقيق إنجاز منتخب عام 1978 عندما هزم الطواحين الهوائية في نهائي المونديال ومنح أول نجمة لبلاده، ولبست المدينة حلتها الزرقاء وكأنها بوينس أيرس، واحتفلت بالتأهل إلى النهائي لمواجهة الماكينات الألمانية.
وبالرغم من أن مدرب منتخب الأرجنتين سابيلا الذي أثبت مهاراته وقدرته على سد غياب الخطير دي ماريا، لكنه كان حذراً لأنه يعلم بأنه يواجه «روبن، فان بيرسي، شنايدر». فان غال من جانبه بالغ في الحذر خوفاً من ميسي ورفقائه، وهذا الحذر انعكس على اللاعبين الذين غابت خطورتهم عن المباراة، التي جاءت باهتة، دون طعم ولا لون جاءت دون المستوى في بطولة يكون فيها الفوز والتأهل هو الأهم.
تأهل الفريق الأرجنتيني، وترك للهولنديين الحسرة لمشاهدة منتخب بلادهم وهو يرفع الكأس الذهبية – والجماهير البرازيلية تندب حظها وتأسف لخروج منتخب بلادها بهذه الطريقة التي أوصلت البرازيل بأسرها إلى هذه الحالة المزرية.. سكولاري طالب من الشعب البرازيلي العفو والمغفرة، وقدم رسالة قال فيها رسالتي إلى الشعب البرازيلي والجماهير هي أننا حاولنا أن نبذل أقصى ما عندنا وخسرنا أمام فريق كبير كان يملك المهارة لحسم المباراة. عموماً الفريق الألماني صاحب المهارة يقابل الأرجنتيني في النهائي الحلم، الاصطدام سيكون كبيراً، ومهما كانت النتيجة فإن «الحياة تستمر».