علي الأسود، من جمعية الوفاق، قال معلقاً على خبر استدعاء النيابة العامة لأمين عام الجمعية ومساعده والتحقيق معهما على خلفية الاجتماع مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل الأمريكي توماس مالينوسكي إن «لقاء المعارضة مع الدبلوماسيين سيستمر»، وإنه «إن كانت السلطة عاجزة عن إيصال ما تريد للمجتمع الدولي فعليها اختصار الطريق وتنفيذ إصلاحات سياسية حقيقية».
وإذا كانت العبارة الثانية غير مفهومة -على الأقل بالنسبة لي- وتبدو وكأنها زيادة على البيعة، فإن العبارة الأولى لا يمكن إلا وصفها بـ «شغل نحاس»، فهي ردة فعل لا تتناسب مع جمعية يفترض أنها تشتغل سياسة ويفترض أنها تعرف أن عليها، كما على غيرها، الالتزام بقرارات الدولة التي نظمت مثل هذه اللقاءات وقوننتها لأن التزام أي مؤسسة فقط بما هي مقتنعة به من قوانين وأنظمة نتيجته الفوضى، وهذا أمر غير ممكن في البحرين التي هي اليوم دولة قانون ومؤسسات.
عبارة علي الأسود تشبه عبارة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي التي قالت مباشرة بعد صدور بيان وزارة الخارجية عن أن ماليونسكي غير مرغوب في بقائه إنه «باق» (يعني غصب عنكم)! وهي عبارة كما هو واضح أيضاً لا تتناسب مع متحدثة رسمية تمثل دولة كبرى لأنها هي نفسها لن تقبل من أحد أن يقول الشيء نفسه لو أن مسؤولاً من أي دولة طرد من الولايات المتحدة لسبب أو لآخر، أو لم يعط تأشيرة لدخولها حتى للمشاركة في أعمال الأمم المتحدة.
كلام ساكي ردة فعل متسرعة وغير مقبولة، وكلام الأسود ردة فعل متسرعة وغير مقبولة، فكلاهما يفترض أنه يشتغل سياسة وكلاهما محاسب على كلامه ومواقفه وردود فعله. والأكيد أنه لا يصح إلا الصحيح؛ حيث لم يجد ماليونسكي ووزارة خارجية الولايات المتحدة بداً من القبول بقرار الدولة المستقلة ومغادرة البلاد، والأكيد أيضاً أنه لا يمكن للوفاق ولا لغير الوفاق كسر قانون أوجدته الدولة لتنظيم العلاقة واللقاء مع الدبلوماسيين الأجانب.
من هنا فإن خطوة وزارة الخارجية الأمريكية الأخيرة والمتمثلة في استدعاء القائم بالأعمال البحريني في واشنطن للاحتجاج على طرد المسؤول الأمريكي صحيحة ولا غبار عليها، ولا أحد يستطيع الاعتراض عليها لأنها ضمن العرف الدبلوماسي ولا تدخل في باب ردة الفعل الفارغة. وبالتأكيد فإن إعراب الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية عن «قلق بلادها الشديد» لورود تقاريرعن «استدعاء الحكومة البحرينية لشخصيات معارضة للاستجواب بخصوص لقائهم واجتماعهم مع الوفد الأمريكي» أمر متاح لها، وإن كان التعليق عليه هو أنه «ما عندها سالفة»! خصوصاً وأن هذا القلق الذي تتحدث عنه شديد ويعتبر حجة عليها وعلى الوفاق وعلى مولينسكي، ويؤكد العلاقة الحميمة بينهم، ويؤكد أن الوفاق تحصل على «رعاية خاصة» من الولايات المتحدة ولوينسكيها، ويؤكد في النهاية أن مملكة البحرين على حق عندما وضعت علامات استفهام على ذلك اللقاء المخالف لقوانينها وأنظمتها.
كان يفترض أن تحترم الوفاق القوانين المنظمة لهذا النوع من اللقاءات، وكان الأجدى بعد حصول ما حصل أن تستفسر مـن الجهات الرسمية عن سبب طردها للمسؤول الأمريكــي الــذي التقـــت بـــه، وأن تعتـــذر عما حدث وتتعهد بعدم تكراره. هذا هو الطبيعي الذي يمكن أن يقوم به من يشتغل سياسة، فالجمعية السياسية ليست دكاناً لبيع الخضراوات والفواكه، وأعضاؤها ليسوا باعة في مثل ذلك الدكان «يناحسون» إن ألزمتهم البلدية باحترام قوانينها وأنظمتها، فهناك بالتأكيد فرق شاسع بين الأمرين!
البحرين مستقلة، ومن يعيش فيها يكون ملزماً بقوانينها وأنظمتها، وكذلك حال من يدخلها، وهذا ينطبق على الدبلوماسيين الذين يفترض أنهم على اطلاع بقوانين وأنظمة البلاد التي يزورونها، أما النحاسة فليست مقبولة من أحد.
وإذا كانت العبارة الثانية غير مفهومة -على الأقل بالنسبة لي- وتبدو وكأنها زيادة على البيعة، فإن العبارة الأولى لا يمكن إلا وصفها بـ «شغل نحاس»، فهي ردة فعل لا تتناسب مع جمعية يفترض أنها تشتغل سياسة ويفترض أنها تعرف أن عليها، كما على غيرها، الالتزام بقرارات الدولة التي نظمت مثل هذه اللقاءات وقوننتها لأن التزام أي مؤسسة فقط بما هي مقتنعة به من قوانين وأنظمة نتيجته الفوضى، وهذا أمر غير ممكن في البحرين التي هي اليوم دولة قانون ومؤسسات.
عبارة علي الأسود تشبه عبارة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي التي قالت مباشرة بعد صدور بيان وزارة الخارجية عن أن ماليونسكي غير مرغوب في بقائه إنه «باق» (يعني غصب عنكم)! وهي عبارة كما هو واضح أيضاً لا تتناسب مع متحدثة رسمية تمثل دولة كبرى لأنها هي نفسها لن تقبل من أحد أن يقول الشيء نفسه لو أن مسؤولاً من أي دولة طرد من الولايات المتحدة لسبب أو لآخر، أو لم يعط تأشيرة لدخولها حتى للمشاركة في أعمال الأمم المتحدة.
كلام ساكي ردة فعل متسرعة وغير مقبولة، وكلام الأسود ردة فعل متسرعة وغير مقبولة، فكلاهما يفترض أنه يشتغل سياسة وكلاهما محاسب على كلامه ومواقفه وردود فعله. والأكيد أنه لا يصح إلا الصحيح؛ حيث لم يجد ماليونسكي ووزارة خارجية الولايات المتحدة بداً من القبول بقرار الدولة المستقلة ومغادرة البلاد، والأكيد أيضاً أنه لا يمكن للوفاق ولا لغير الوفاق كسر قانون أوجدته الدولة لتنظيم العلاقة واللقاء مع الدبلوماسيين الأجانب.
من هنا فإن خطوة وزارة الخارجية الأمريكية الأخيرة والمتمثلة في استدعاء القائم بالأعمال البحريني في واشنطن للاحتجاج على طرد المسؤول الأمريكي صحيحة ولا غبار عليها، ولا أحد يستطيع الاعتراض عليها لأنها ضمن العرف الدبلوماسي ولا تدخل في باب ردة الفعل الفارغة. وبالتأكيد فإن إعراب الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية عن «قلق بلادها الشديد» لورود تقاريرعن «استدعاء الحكومة البحرينية لشخصيات معارضة للاستجواب بخصوص لقائهم واجتماعهم مع الوفد الأمريكي» أمر متاح لها، وإن كان التعليق عليه هو أنه «ما عندها سالفة»! خصوصاً وأن هذا القلق الذي تتحدث عنه شديد ويعتبر حجة عليها وعلى الوفاق وعلى مولينسكي، ويؤكد العلاقة الحميمة بينهم، ويؤكد أن الوفاق تحصل على «رعاية خاصة» من الولايات المتحدة ولوينسكيها، ويؤكد في النهاية أن مملكة البحرين على حق عندما وضعت علامات استفهام على ذلك اللقاء المخالف لقوانينها وأنظمتها.
كان يفترض أن تحترم الوفاق القوانين المنظمة لهذا النوع من اللقاءات، وكان الأجدى بعد حصول ما حصل أن تستفسر مـن الجهات الرسمية عن سبب طردها للمسؤول الأمريكــي الــذي التقـــت بـــه، وأن تعتـــذر عما حدث وتتعهد بعدم تكراره. هذا هو الطبيعي الذي يمكن أن يقوم به من يشتغل سياسة، فالجمعية السياسية ليست دكاناً لبيع الخضراوات والفواكه، وأعضاؤها ليسوا باعة في مثل ذلك الدكان «يناحسون» إن ألزمتهم البلدية باحترام قوانينها وأنظمتها، فهناك بالتأكيد فرق شاسع بين الأمرين!
البحرين مستقلة، ومن يعيش فيها يكون ملزماً بقوانينها وأنظمتها، وكذلك حال من يدخلها، وهذا ينطبق على الدبلوماسيين الذين يفترض أنهم على اطلاع بقوانين وأنظمة البلاد التي يزورونها، أما النحاسة فليست مقبولة من أحد.