«لا يمكن القبول بمن يحارب محاربة المنكر في الشهر الفضيل»، قالتها البحرين بمختلف طوائفها وألوان طيفها.. لا يمكن الزحزحة عن هويتنا العربية والإسلامية التي توافق عليها شعبنا في ميثاق العمل الوطني ودستور المملكة.. ولا يمكن أن نرضى بغير ترجمة هذه الهوية في مختلف التشريعات والقوانين والقرارات الوطنية.
أكدت الخطوة الكبيرة المتمثلة في قرار وزارة الثقافة بإغلاق (البارات) والصالات الفنية المشبوهة من فنادق الثلاث نجوم، التزام الحكومة بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية لتكون مملكة البحرين مركزاً للسياحة العائلية، الأمر الذي يستلزم خطوات دعم مماثلة من الجميع.
ولا مجال لأوهام تحاول عبثاً التسويق بالأسطوانة المشروخة «ضرر كبير سيلحق بالاقتصاد الوطني» جرّاء هذا القرار الحاسم والجاد، الحقيقة كما تبدون للجميع مغايرة تماماً لأن من يحاول تضليل الرأي العام لا تهمه المصلحة الوطنية، وإنما تجرد من انتمائه لمصلحة الوطن لصالح جشعه ورغبته الحرام بنشر الرذيلة والاتجار بالبشر وابتزاز السياح في تجرد مقصود للإنسانية والأخلاق من أجل الكسب الحرام.
ولا مجال لعصابات استغلت المرافق الفندقية بالباطن أسوأ استغلال، لخدمة أغراضها الخبيثة فعارضت محاولات تصحيح القطاع السياحي باسم الاستثمار، وإذا كان هذا استثماراً فالبحرين لا تريده قطعاً، فسمعة الوطن وسمعة البحرينيين فوق كل استثمار.
وعلى الذين لا يطيقونه «القرار» من التجار وأصحاب المصالح، الرجوع إلى الضمائر الحية لحفظ سمعة وطنهم وحفظ أخلاقه النبيلة والأصيلة التي تشربوا بها، والالتزام بقرار وزارة الثقافة، فالبحرينيون لا يريدون سياحة رديئة ومرافق فندقية هابطة وممارسات لا أخلاقية، غريبة عليهم وليست من أخلاقهم.
وإذا كان يتوجب على الجميع أن يكونوا حاضرين في كل مشهد تعظم لله فيه حرمة، ويقام فيه لله قومة، ولدينه نصرة و«فزعة»، فإن على السياسيين، والعلماء، والدعاة، وكتاب الرأي، والاقتصاديين، واجباً مضاعفاً، أن يقوموا باحتضان هذا التعظيم ورعايته، وفتح آفاق جديدة نحو ترشيده، وفقاً لآليات تأخذ في اعتبارها كل جديد لديها أو كل ما يستجد في المقابل من حملات الطعن والانتهاك لهذه الحرمات من أعداء هذا الدين. أما الذين لا تطرف لهم عين إلا وهم في مسعى دؤوب للنيل من هذا الدين ومقدساته وحرماته، فإنا نذكرهم والذكرى تنفعنا وإياهم بقوله تعالى: (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه). صدق الله العظيم