يبدو أن وزارة التربية والتعليم أغلقت كل النوافذ في وجوهنا اعتقاداً منها أن هذا هو الأسلوب الأمثل في التعامل مع الصحافة في البحرين، فهي منذ زمن بعيد قامت بتجاهل كل ما نكتبه في هذه الزاوية، ونحن اليوم نعتبر ذلك طريقاً خاطئاً «بشخصنة» القضية، لأنها وبكل صراحة اعتادت على المديح المفرط حتى أصبح النقد الموضوعي شيئاً مزعجاً للوزارة وبعض طاقمها.
طرحنا من قبل مجموعة من القضايا التي تتعلق بالتعليم وبمستوى عمل وأداء الوزارة، وذلك حين سلطنا الضوء على بعض القضايا التعليمية والتربوية في أكثر من محفل، لكن الوزارة اختارت الصمت المطبق، من باب المثل الشعبي الذي يقول «الحقران يقطع المصران»، متناسية أنها بهذا الفعل ترتكب خطأ مهنياً شنيعاً تجاه الصحافة البحرينية.
ربما تحملنا بمضض تجاهل التربية لما نطرحه من قضايا ومواقف من أجل تصحيح بعض الأوضاع القلقة في أروقة الوزارة وبعض المدارس، لكن أن تتجاهل وزارة التربية والتعليم قضايا وهموم ومشاكل المواطنين، فهذا لا يمكن قبوله أو السكوت عنه أبداً، لأن من واجب كل وزارات الدولة حفظ وصون مكتسبات الوطن المواطنين، وتقديم أفضل الخدمات من دون منة أو تكرم على أحد.
قبل نحو أسبوع كتبنا مقالاً في هذه الزاوية عن تعدي بعض المعلمين لحدود القوانين التربوية والتعليمية، وذلك بقيام مجموعة من المعلمين بضرب طلبة المدارس الابتدائية بطريقة غير لائقة. حتى كتابة هذه الأسطر، لم نتلق أي ردة فعل أو حتى اتصال لمعرفة تفاصيل الحوادث التي طرحناها بكل صراحة ووضوح من جهة الوزارة، وكأن سلامة الطلبة باتت قضية لا تعنيها، أو ربما تعتقد أن مسألة ضرب الطلبة أصبحت أمراً عادياً جداً لا تستحق المتابعة، كما أكد لنا ذلك بعض أولياء الأمور.
إن إغفال وزارة التربية والتعليم عن مشروع التعدي الصارخ على الطلبة الصغار في مدارس البحرين يعتبر «أمراً خطيراً» للغاية، يجب أن تقوم التربية وعلى رأسها وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي بتتبع ومعرفة تفاصيله، فربما هنالك محسوبيات أو شيء من هذا القبيل يمنع الجهات المختصة من فتح تحقيق في شأن التعدي على الطلبة في مدارس البحرين، أو هي لا تعدو كونها مسألة «عناد صحافي» لا أكثر، وفي كل الحالات تبدو المصيبة واضحة بالنسبة لأداء ومراقبة وزارة التربية والتعليم فيما يخص الحفاظ على سلامة أجسام ونفسيات صغارنا الطلبة.
بعد أن قرأ أولياء الأمور ما طرحناه الأسبوع الفائت حول تعـدي بعض المعلمين على أولادهم الصغــار، هاتفنــي بعضهم قائلاً «بشر عسى التربية تفاعلت مع الموضوع؟»، فقلت لهم «مع الأسف الشديد، الوزارة لم تتفاعل»، فاستنكروا صمت الوزارة تجاه سلامة أبنائهم الطلبة وعدم فتح تحقيق في هذا الشأن!
الآن أصبح موضوع ضرب الطلبة حديث الشارع، وربما بعد أيام يتحول لقضية «رأي عام»، بينما كان بالإمكان أن تعالج وزارة التربية والتعليم هذا التعدي الواضح على أبنائها الطلبة بطريقة حضارية ومهنية بعيداً عن عقدة الشخصنة أو التجاهل.
نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تتعامل مع الصحافيين بطريقة لائقة، وأن تدرك جيداً أن لا شيء يمكن أن يسكت صوت الصحافي أو أن يمنعه من أن يقوم بنقل صوت الناس وهمومهم عبر الكلمة الصادقة، وسنظل نحاكي قضاياهم وهمومهم حتى تستجيب كل جهة رسمية لمطالبهم بطريقة عادلة، أما السكوت فلن نسكت.