هذا الشعار اعتمدته جمعية الوفاق وروجت له في الأيام القليلة الماضية ضمن سعيها للتقليل من قيمة الانتخابات النيابية والبلدية، ومحاولة إفشالها وتخريبها. ربط مدروس بين المقاطعة والواجب الوطني، وهو يعني باختصار أنك، يا أيها المواطن البحريني، إن استجبت لنا وقاطعت الانتخابات فأنت وطني وأننا نشهد لك بهذا ونعطيك صكاً مختوماً لا أحد يستطيع بموجبه أن يشكك في وطنيتك، أما إذا لم تستجب ولم تطع فأنت لست وطنياً ولن تحصل على شهادتنا. إن استجبت لدعوة المقاطعة فأنت نعم المواطن ونعم الإنسان الوطني الغيور الذي يعتد به ويعتمد عليه، وإن لم تستجب فأنت لست منا ولا يليق أن توصف بأنك وطني لأنك لست كذلك، حيث الوطني هو من يقاطع الانتخابات فقط ومن يعيننا على إفشالها وتخريب هذا الاستحقاق.أنا أيضاً أقول بأن المقاطعة واجب وطني! ليس مقاطعة الانتخابات، ولكن مقاطعة الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، فالوطنية في هذه وليست في مقاطعة الانتخابات التي ناضل شعب البحرين سنيناً طويلة كي يصل إليها، لأن في مقاطعتها تضييع لاستحقاق ليس من العقل التفريط فيه وتضييعه، فليس منطقياً التفريط في مكسب بسبب تعثر حدث هنا أو هناك. إعلان الوفاق هذا تحريضي بحت، وشحن العامة ليقاطعوا الانتخابات يدخل في الأمور المجرمة، حسب ما يراه كثيرون، وما يقوم به الوفاقيون بشكل خاص هذه الأيام لا يليق بسياسيين لأن حقهم يقف عند حد الإعلان عن عدم مشاركة الجمعية في الانتخابات سواء بالترشح أو بالانتخاب، لكن التحريض على المقاطعة وتهديد من لا يقاطع بدءًا بنزع صفة الوطنية عنه ومروراً بتهديده وحرق ممتلكاته ومضايقته، وانتهاء ربما بتكفيره وحرمانه من تذكرة دخول الجنة؛ فليس من حقهم وفيه تجن على الحريات التي ينادون بها ويرفعون راياتها.في اللقاء الذي انتظم في مقر الوفاق بالدوار 13 بمدينة حمد ليلة الثلاثاء الماضية تحدث أمين عام هذه الجمعية وأوقع نفسه في فخ التناقضات، حيث قال مرة إن الوفاق «ضد أي حرق للممتلكات العامة أو الخاصة»، وقال أخرى إن الوفاق «لا تقلل من أي فعل للمطالبة بحقوقنا سواء قامت به الجمعيات أو القوى الشبابية»، والمقصود بالقوى الشبابية طبعاً ائتلاف شباب 14 فبراير ومن يناصره ويدعمه، أما التناقض فيكمن في أن هذه القوى الشبابية التي لا تقلل الوفاق من أي فعل تقوم به للمطالبة بالحقوق لا تعرف غير التخريب وغير حرق الممتلكات العامة والخاصة وغير تهديد البسطاء وتخويفهم من مغبة المشاركة في الانتخابات، ويكفي للتدليل على هذا التذكير بأنه في الوقت الذي كان فيه سلمان يقول هذا الكلام كان «الشباب الثوري» يقوم باختطاف عدد من الشوارع ويشعل النيران في إطارات السيارات ويعطل حياة الناس ويعرضهم للخطر ويعتدي على مركز الشرطة في سترة بزجاجات المولوتوف الحارقة القاتلة، ويتم حرق سيارة مترشح وخيمة مترشحة، وبالتأكيد لم يصدر عن أمين عام الوفاق ولا عن نائبه ولا عن أصغر مسؤول في الجمعية أي بيان يدين هذه الأفعال التي «لا يقللون منها»، ولن يصدر. اليوم هو الخميس؛ والفاصل بين البحرين وبين الدخول في المرحلة الجديدة التي تبدأ بالانتخابات النيابية والبلدية يوم واحد فقط، هذا يعني أن أعصاب «المعارضة» ستتوتر أكثر ولن يكون مستغرباً قيامها وقيام «القوى الشبابية» بـ «أي فعل» طالما أن أمين عام الوفاق قال إنه «لا يقلل من أي فعل للمطالبة بالحقوق»، خصوصاً وأن جمعية الوفاق أعلنت من خلال ذلك الإعلان -غير المعروف لي على الأقل لماذا اختير له أرضية صفراء ولعباراته اللونين الأسود والأخضر- أن الوطنية تكمن في المقاطعة وأن في المشاركة تكمن في الخيانة والخطيئة
{{ article.visit_count }}
المقاطعة واجب وطني!
قطرة وقت
المقاطعة واجب وطني!