بالأمس.. واليوم.. والغد.. من سنكون؟
هل سنكون كلنا فلان زائل أو علان غابر؟ هل سنكون مع مالك ذمة أو صاحب قرار زائف أم سنكون تائهين بين جار حالم أو قريب هاجر؟
فالجواب لا يحتمل كثرة الاحتمالات؛ بل سنكون كلنا هذه الأرض الطيبة الموجودة في هذا الوطن الأصيل، نعم سنكون «كلنا للوطن» نعم «كلنا للوطن» من دون منازع.
الوطن المحفور اسمه على صدور أهل البلد الأوفياء الراسخين غير المزحزحين، كأشجار النخيل المستقرة جذورها في أعماق سيجتها شهامة بلا حدود ورؤوس شامخة بمروءة وعنفوان تعانق أطراف السماء، «الوطن» الذي ما عرف يوماً أن يقدم طلباً أو تأفف وطالب بزيادة أو علاوة أو منصب أو جاه، ولكن من الاحتمالات أن يكون فقط بانتظار كلمة تقدير أو امتنان للجميل دون مزايدات وكثرة في المغالاة.
ساعات قليلة تفصلنا عن يوم حاسم، كل مترشح يجد نفسه هو الشخص الأحق والأنسب كي يمثلني ويمثل كل مواطن هنا ويمثل الوطن كاملاً خارج حدود هذه الأرض، فإذا فكرنا بالأمر روية نجد المسؤولية على عاتقه لهذا المرشح المغمور ليست بالأمر اليسير، خاصة في هذا الوقت العصيب، وكان ذكياً وواكب العصر الحديث واعتمد بحملته الانتخابية على وسائل الإعلام الاجتماعي، والتي من أهم مبادئها الشفافية وعدم الحذف والتزييف والتزيين، غافلاً أن كل كلمة يكتبها سوف تحتسب عليه والشعب سيذكره بها مهما طال الزمان أو قصر، مع العلم أن المسؤولية الأولية تقع على عاتقنا نحن الناخبين ووزر أفعاله سوف نتحملها جميعاً دون تفريق، لذا فلا بد أن نكون واعيين متنبهين لقرار أخذناه ولا نعلم إلى أين سيقود البلاد، آملين من الله عز وجل التوفيق والرفعة للوطن قبل كل شي.
أحاول جاهدة أن أظهر حُسن الظن، وأن تكون نظرتي إيجابية بنتاج يوم غد، ولكن ما يدفعني إلى وقفات التشاؤم هذه ما سمعته من بعض المترشحين في بداية ترشيحهم أنهم ينظرون وينتظرون من نجاحهم في الانتخابات إلى كم الامتيازات التي سيغدقون بها وكم المنافع التي سيذخرون بها، وبعضهم من قال إنه لا يجد في نفسه المكانة بأن يكون في هذا المنصب القيادي؛ إنما ترشحه كان نتيجة ضغط من الأهل والأقارب! وآخر يدعي بأنه لا ينقصه شيء لكي يكون في هذا الموقع السهل قيادته من نظره، وأن الأصوات مضمونة والكل يسانده! فهل بهذه العقلية سوف تدار البلد؟!
لكن على المنقلب الآخر فقناعتي بعقل الشعب البحريني الواعي الرزين الذي يعلم جيداً إلى ماذا يطمح وماذا يريد، ولم تعد تشغله كثرة الأهازيج، سوف نتوجه جميعاً غداً إلى مراكز الاقتراع لتملأ صناديق فارغة إلا من كرامة الشعب الطاهر الشريف، بأصوات سوف تنتخب من سيكون حاملاً لها بكل أمانة وصدق وخالية من المصالح الشخصية والوعود الأنانية، فالساحة مشتعلة ومراسم التحشيد في تزايد شديد، فالمنافسة ليست بالأمر اليسير خاصة عندما نعلم أن عدد المترشحين بين المجلس النيابي والبلدي قد فاق الأربعمائة حالم بحياة الأساطير.
ونحن ذاهبون لا نبتغي شيئاً إنما نود أن نكون «كلنا.. للوطن».