من حسن حظي أن سنحت لي الفرصة بالعمل في اللجنة التنفيذية للانتخابات لأربع مرات على التوالي، في كل مرة وفي يوم الاقتراع تحديداً أعيش شعوراً مختلفاً، شعوراً يشبه شعور فرحة العيد، فعلى الرغم من التعب وقلة النوم، إلا أن معدل نشاطنا يزداد مع كل ورقة اقتراع ترمى في صندوق الاقتراع، ولكل تجربة من تجارب الانتخابات التي مرت بها مملكة البحرين نكهتها الخاصة ففي عام 2006 و2010 كان يوم الاقتراع سلساً وسهلاً، اتفق فيه جميع أطياف المجتمع البحريني على المشاركة لاختيار من يمثله، وفي عام 2011، كانت هناك ظروف استثنائية وتجربة جديدة لخوض أول تجربة لانتخابات تكميلية في وسط أزمة سياسية أسأل الله العلي القدير ألا يعيدها، أما تجربة 2014 فهي مختلفة كلياً حيث تمتاز بمذاق التحدي والإصرار على إنجاح هذه التجربة، حيث نشأ هذا الإصرار والتحدي جراء ادعاء «بعض المقاطعين» الذين قالوا إن الانتخابات ستكون «هزلية» وأنهم سيصفرون صناديق الاقتراع. فأشعل كلامهم «الفارغ» حماس البحرينيين وجعلهم يصطفون أمام مراكز الاقتراع قبل بدء عملية الاقتراع، ويتدافعون من أجل الإدلاء بأصواتهم من أجل «إسقاط» مزاعم المقاطعين.
لا أبالغ أبداً إذا قلت بأن جميع المواطنين يتنافسون من أجل أن يدلوا بأصواتهم، وما هذه الأعداد الكبيرة المتدافعة للتصويت إلا دليل على حماسة الناخبين البحرينيين لدحض توقعات هذه «الفئة» التي استفزت البحرينيين بادعاءاتها.
لست من عشاق الكتابة في السياسة بتاتاً، ولكني بالفعل أتمنى أن أرى ردة فعل «هذا الشخص» وهو يرى أوراق الاقتراع توضع في الصناديق بكل شفافية وحيادية ليؤمن بأن شعب البحرين «مخير» وليس «مسيراً» وبأن لا أحد يستطيع أن يقف في طريق الديمقراطية التي «اختارها» الشعب البحريني حين صوت لميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4%.
فشكراً لكل الذين ساهموا في إنجاح العملية الانتخابية.