قد يتساءلون؛ ما لهم بحب خليفة متيمين؟ وقد يتعجبون عندما يرون الزحف يسير وباسمه يرددون «عاش خليفة بن سلمان»، عاش الأمير الذي بحبه الشعب مفتون، عاش «بوعلي» وعاشت أيامه ولياليه وسلم من كل شر ومكروه، عاش الأمير الذي خرج له الشعب، إنه خليفة بن سلمان الذي من أجله هتفت الأصوات وترددت الأصداء في ذاك اليوم الذي تصور فيه الأعداء بأنهم قد يكونون بديلاً عنه، فلا والله لن يكون، فنحن شعب ألف الكرام وتربى بين آثار الكبار، فكيف لمن ألف الحياة بين ظل الكرام أن يختار غيرهم، ونحن شعب قد ورث الوفاء بالعهد منذ الأجداد الذين لم يخونوا ولم يتعاونوا على إثم ولا عدوان، بل كانوا للبحرين ترساً ودرعاً، وكانوا للمصاعب سفينة وشراعاً ومجدافاً، فلم يغدروا ولم يضعوا أيديهم في أيدي غادر أو طامع، ولم يساوموا على عهد بهدية أو جزية.
شعب البحرين عرف ومن عهد النبوة بأنه شعب صادق صدوق ووفي، وهذه سيرته تحكي وفاءه لأرضه ولحكامه، وها هو اليوم يواصل مسيرة الوفاء عندما خرج لاستقبال خليفة بن سلمان الذي عاد إلى أهله وشعبه وأرضه بسلامة وعافية، فقد أنعم الله بها عليه وأكرم شعب البحرين برجوعه سالماً غانماً، شعب البحرين الذي يدعو له بالصحة والعافية ويتألم لألمه ويفرح لفرحه، نعم لقد أفتقدنا طلتك وبشاشتك، فلا أطال الله بيننا وبينك غياب.
وها هي البحرين استقبلت خليفة بن سلمان بالورد والرياحين، وها هي يده الكريمة تشارك في بناء بحرين المستقبل والحضارة عندما كان أول المشاركين في يوم النصر الكبير، يوم الانتخابات، كي يسجل التاريخ مرات ومرات بأن شعب البحرين سينتصر بعد أن نصر حكامه ووقف مع ولاة أمره وأحبهم محبة لا رياء فيها ولا نفاق.
وإنها من نعم الله على هذا الشعب بأن أنعم عليهم بقادة كرام، قادة الشهامة والسماحة، قادة ألهمهم الله الحكمة واستطاعوا أن يخرجوا بالبحرين من محنتها، وعلمتهم كيف يكونوا جسداً واحداً في تلاحمهم وتوادهم وتواصلهم، خرجوا بقوة وتصميم بألا يكون للشيطان مكان، فيفرق بينهم وبين حكامهم، وبينهم وبين بعض، وها هم من حاولوا من المنافقين وضعاف النفوس أن يستغلوا المواقف لصالحهم وتساوموا مع أعداء البلد تنكس رؤوسهم وتقيد أسماؤهم في خانة ابن العلقمي وشركائه ممن حاولوا بيع البحرين بمقابل، وها هم لا زالوا يحاولون أن يوهموا العالم أنهم العدالة وأنهم النموذج الديمقراطي عندما يعتلون سدة الحكم، وليس الأعداء الظاهرين فقط بل المندسون الذين هم أشد حقداً من الأعداء أنفسهم، لأن للأعداء وفاء لمراجعهم وحقدهم ظاهر.
ورغم كل مخططاتهم وتحالفاتهم سيبقى الكرام أبناء الكرام حكاماً للبحرين، وسيبقى خليفة رمز الوطن الذي شغف أهل البحرين بشخصه وأحبه من أعماق قلبه، فهو خليفة بن سلمان رمز الأصالة ودليل البحرين عندما حاول أعداؤها طمس هويتها، وهو هدف من يطالبون بديمقراطية تبدأ من تعيين رئيس الوزراء، فتتغير معالم البحرين ويمحى تاريخها ويكتب تاريخ جديد على الطريق الصفوية الأمريكية والتي غيرت تاريخ العراق وحولته إلى تاريخ فارسي، وها هم يتعاملون بالتومان، وها هي استماراتهم وكتبهم باللغة الفارسية، وها هي شعاراتهم تحمل صور المراجع الخامنئية، وذلك عندما جاؤوا برئيس وزراء صفوي يأتمر بأمرهم ويخط باسمهم ما شاؤوا، وهو أمر طبيعي عندما يكون في سدة الحكم أشخاص ألفوا المذلة، أشخاص لم يرثوا الشهامة والكرامة، فهناك فرق بين نسل الكرام ونسل اللئام.