مشاركتنا الهزيلة في خليجي 22 وخروجنا المبكر و«المعيب» من الدور الأول وقرار إقالة المدرب عدنان حمد غير المنطقي، كلها مؤشرات سلبية لا تبشر بخير لمستقبل كرة القدم البحرينية وتجعلنا نتساءل عن مصير الوجهة التي تتجه إليها الكرة البحرينية في الوقت الذي ما زلنا نتشدق فيه بالانتقال إلى عالم الاحتراف الكروي؟!
تناقض صريح بين الطموح الوهمي الذي يتخذ من وسائل الإعلام طريقا للترويج والبهرجة وبين الواقع المرير الذي نلمسه في القرارات غير المدروسة كقرار إقالة المدرب عدنان حمد بعد سبع مباريات قاد فيها الأحمر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر عقده مع اتحاد الكرة والذي يمتد إلى سنتين!
قرار أثار استغراب الغالبية العظمى ممن كانوا يتابعون البطولة وتحول إلى مادة إعلامية دسمة غطت على العديد من أحداث البطولة وما تزال أصداء هذا القرار تدوي بين أروقة خليجي 22 وفي العديد من القنوات الرياضية الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى أحاديــث النـــاس في المقاهي والأندية والتجمعات المحلية!
ليس هذا فحسب بل أن اللقاء الذي انفرد به ملحق الوطن الرياضي قبل يومين في حواره مع المدرب المقال عدنان حمد كشف العديد من الجوانب السلبية في منظومة كرة القدم البحرينية - منها ما هو معلوم لدينا مسبقا ومنها ما هو جديد - وكلها جوانب لا تدعو إلى التفاؤل بمستقبل اللعبة الشعبية الأولى ولا بمستقبل الاتحاد الرياضي المحلي الأقدم!
من هنا تبرز أهمية الدور الذي يفترض أن تلعبه الجمعية العمومية باعتبارها شريكاً أساسي فيما حدث وفيما سيحدث ويستوجب عليها أن تتحلى بالشجاعة والاستقلالية وأن تمارس حقها المشروع بكل شفافية وأن لا تخضع لأي ضغوط أو إغراءات ويكفي ما عانيناه طوال الفترة الماضية من تراجع بسبب هذا الخنوع!
أمامنا مشاركة قارية بعد أقل من شهرين ونعلم تماماً أننا لن نذهب بعيداً في هذه المشاركة في ظل الوضع الحالي وقي ظل الارتباك الإداري الذي يعيشه اتحاد الكرة في بحثه عن المدرب البديل، فتارة يؤكد رئيس الاتحاد الإبقاء على الجهاز الحالي بقيادة مرجان عيد وتارة أخرى نسمع ونقرأ عن محاولات للتعاقد مع مدرب نادي المنامة التونسي سمير بن شمام والمدرب المصري حسام حسن وهكذا تتعدد الاجتهادات بينما يبقى المصير مجهول!
لابد من أن يعيد اتحاد كرة القدم سياسته في إعداد المنتخبات الوطنية ولابد من أن يتبع سياسة الاستقرار الفني والإداري لهذه المنتخبات وبالأخص المنتخب الأول الذي يمر في حالة من عدم الاستقرار وعدم التوازن منذ أكثر من أربع سنوات ولابد من أن تتاح للجهاز الفني الفرصة الكافية للعمل وفق تقييم فني نابع من داخل الاتحاد من دون الالتفات إلى ردود أفعال الشارع الرياضي أو ردود أفعال الإعلام الرياضي ذات الطرح العاطفي البعيد عن الموضوعية فنحن في أمس الحاجة إلى أن نضع الحصان أمام العربة لكي نعرف إلى أين تتجه كرتنا.