رغم النجاح الرائع في يوم التصويت، رغم النسبة التي أفحمت من قال متحدياً «سنصفر الصناديق»، رغم عرس البحرين الجميل، والمشاركة الشعبية الكبيرة؛ إلا أنه من واجبنا إيصال ملاحظة هامة بصوت كثير من الناس للقائمين على العملية الانتخابية.هي قضية طرحت مجدداً، وتحصلت على ردود من المعنيين، لكننا نعيد طرحها لأن يوم التصويت وبالأمس تواصل معنا العديد من المواطنين يطالبوننا بأن نكتب في الموضوع إيماناً منهم بأنهم فقدوا فرصة المشاركة الفاعلة عبر «التصويت» في الانتخابات.هناك كثيرون ممن ذهبوا للتصويت واكتشفوا أن أسماءهم غير مسجلة في كشوفات الناخبين، بعضهم تحرك مبكراً حينما عرضت قائمات الناخبين قبل الدعاية الانتخابية وذهب ليسجل اسمه، وبعضهم اعتمد على مشاركته السابقة في الانتخابات التي مضت، لكنه تفاجأ بعدم وجود اسمه في القائمات.أعرف ماذا سيقول البعض، وما سيقول المسؤولون بالأخص، من أن العملية تعتبر مسؤولية على الناخب أن يتحرك ويتأكد، لكن أيضاً في جانب آخر - كونها مسألة جدلية ونسبية - كثيرون اعتمدوا على ما مضى وأن أسماءهم مسجلة لم يخطر على باله أنه لن يجد اسمه. حتى أنا شخصياً قبل يوم الانتخاب حاولت التأكد من وجود اسمي إلكترونياً تحسباً لأية مفاجأة، والله ستر.أحدهم يقول لي: ذهبت للتصويت فلم أجد اسمي، نعم ختمت جوازي، وقيل لي بأنني سأكون مسجلاً في الانتخابات القادمة، لكن ماذا عن هذه الانتخابات؟! أنا لست مقاطعاً وأريد المشاركة، البحرين فرحت بيومها وأنا فرحت لبلدي لكن فرحتي منقوصة لأنني لم أدل بصوتي من أجلها.وعلى نفس الشاكلة كثيرون شكوا لنا الموضوع، أحدهم يقول بأن كثيراً من العاملين في المطار، وتحديداً في طيران الخليج، تفاجؤوا بعدم وجود أسمائهم، وبعضهم يقول إن زوجته وابنته صوتتا لوجود اسميهما، بينما هو الذي ذهب بهما لمركز الاقتراع لم يجد اسمه.بقدر ما أسعدني هذا الحرص من الناس على المشاركة وعلى ممارسة حقهم الدستوري ووقوفهم مع البحرين في موقف وطني أصيل، بقدر ما ضايقني عدم تمكنهم من «التصويت» وانتخاب من يرونه مناسباً من المترشحين، بقدر ما ضايقني أن يعتبروا وكأنهم لم يصوتوا رغم أن مسألة الختم تحل موضوع المشاركة من عدمها، لكن الفكرة لدى الناس أنهم يريدون انتخاب من يرونه الأنسب لتمثيلهم خلال السنوات الأربع القادمة.بشأن الختم نتساءل، وأفيدونا أيها المسؤولون بما هو متسق مع القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، إذ هل من لم يجد اسمه في القوائم وختم جواز سفره، سيتمكن من المشاركة في انتخابات الإعادة السبت القادم؟! خاصة وأن كثيراً من الدوائر الانتخابية لم تحسم وسيخوض المترشحون فيها جولة إعادة للحسم.أدرك بأن الرد القانوني قد يكون بعدم جواز ذلك، لكن أيضاً نقترح إن كان من مخرج قانوني يمنح هذه الشريحة التي لم يتحدد رقمها الصحيح (رغم أنه أعلن بأنهم 4 آلاف شخص)، إن كانت هناك إمكانية بمنحهم فرصة التصويت في انتخابات الإعادة.هذه ملاحظة نرفعها من منطلق حرص على تحقيق نجاح منقطع النظير لانتخابات البحرين، من منطلق حب لبلادنا ورغبة في مشاركة كل الراغبين المتحمسين للمشاركة والوقوف مع وطنهم الغالي. والله مثلج للصدر أن نرى هذا الحرص من الناس، من لم يتمكن منهم من التصويت يريد أن يصوت، تستوجب لهم التحية فهم لم يسلموا بالأمر وقالوا: لا حول ولاقوة. بل طالبونا بأن نوصل أصواتهم رغبة في أن يمارسوا حقهم الدستوري ويثبتوا بالفعل كما أثبت المصوتون أمس الأول أنك يا مواطن يا بحريني يا مخلص، أنك بصوتك تقدر.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90