الكم الكبير من اللوحات المرحبة بصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والتي تم تثبيتها في الشوارع والطرقات من المحرق إلى الرفاع مروراً بالعاصمة المنامة؛ لم تكن إلا تعبيراً بسيطاً عن حب شعب البحرين لصاحب السمو، حيث استغل الشعب فرصة عودته سالماً معافى من الخارج ليعبر عن مشاعره تجاه باني البحرين ومهندس سياستها وعضيد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عز البحرين وفخرها وذخرها ورايتها الخفاقة.
الجميع كان في شوق لصاحب السمو وينتظر عودته على أحر من الجمر، فالجميع عاش القلق منذ انتشار خبر إجراء سموه الفحوصات الطبية التي ولله الحمد كانت ناجحة، هذا الشوق وذاك القلق تأكيد على مكانة صاحب السمو وعلى إقرار شعب البحرين بالدور المهم الذي قام به على مدى أكثر من أربعين سنة تفرغ فيها لخدمة الوطن وقيادته وعمل بإخلاص يلمس العالم كله ناتجه لمساً.
ترى من يستطيع أن ينكر دور الأمير خليفة بن سلمان في الارتقاء بالبحرين وفرض احترامها على العالم ولفت العالم كله إليها؟ من يستطيع أن ينكر دور سموه في وصول البحرين إلى ما وصلت إليه من مكانة عالمية رغم كل الظروف الصعبة التي عاشتها قبل الاستقلال وبعده؟ من يستطيع أن ينكر دور سموه في تدوين اسم البحرين في المحافل الدولية واعتبارها إحدى التجارب اللافتة التي تستحق الدرس والبحث؟ من يستطيع أن ينكر دور سموه في بناء دولة عصرية بثروة محدودة؟
كل هذه المنجزات ينظر إليها شعب البحرين بعين الشكر والتقدير، لذا كان من الطبيعي أن يهب لاستقبال صاحب السمو ويعبر عن مشاعره الصادقة تجاهه.
في المقابل كانت عودة صاحب السمو رئيس الوزراء إلى أرض الوطن الخميس الماضي بمثابة صفعة على وجه ذلك البعض الذي لا يريد الخير للبحرين، حيث عودة سموه قبل يومين من العرس الانتخابي يتضمن رسالة ملخصها أن البحرين ماضية في تقدمها وفي مواصلة دورها الحضاري وإسهامها في الارتقاء بالحياة، كما إن مشاركة سموه شعب البحرين في عملية الانتخاب كما هي عادة سموه في كل استحقاق انتخابي جاء بمثابة رسالة أخرى مفادها أن الانتخابات ناجحة رغم كل هذا الذي أعد من قبل ذلك البعض لتخريبها وتفشيلها.
يغالط مريدو السوء للبحرين أنفسهم لو أنكروا تأثير عودة صاحب السمو على الأجواء الانتخابية ونجاحها، ويغالطون أنفسهم أكثر لو قالوا إنهم لم يرتبكوا ولم تتأثر خططهم الرامية إلى التقليل من شأن الاستحقاق الانتخابي. كان إعلان مجلس الوزراء الأسبوع الماضي عن قرب عودة صاحب السمو أول أسباب الفرح للمواطنين ومحبي سموه ومن يعرف قدره، وأول أسباب القلق والارتباك لمريدي السوء للبحرين حيث لوحظ بوضوح الحالة العصيبة التي عاشوها منذ ذلك الحين وتبينت في سلوكياتهم التي تراوحت بين التصريحات المتجاوزة للأعراف والعادات والتقاليد وظهورهم المتكرر في الفضائيات الداعمة لهم وبين التخريب الذي هو ديدنهم وعانى منه المواطنون والمقيمون طويلاً، ففي الفترة منذ ذلك الإعلان وعودة صاحب السمو تم حرق العديد من السيارات والخيم الانتخابية واختطاف مجموعة من الشوارع ما تسبب في تعطيل مصالح الناس والحياة.
بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يلومهم، فمن يتلقى صفعة بهذا الحجم -وأعني بها عودة صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان بعد أكثر من خمسين يوماً قضاها في الخارج وأجرى خلالها فحوصات طبية- لا بد أن يرتبك ولا بد أن يبدو ذلك الارتباك في سلوكه وتصرفاته وتصريحاته، فالأمر بالفعل ليس سهلاً، ذلك أن عودة سمو رئيس الوزراء تعني تحطيم أمل تعلقوا به لبعض الوقت.
دمت لهذا الشعب يا باني البحرين وسندها وذخرها وعضيد مليكها المفدى.