تركنا عام 2014 وراءنا، ونحمد الله أن نهايته كانت مشجعة جداً ومبشرة بأن العام الجديد سيكون أفضل. تركناه بانتخابات شهدت مشاركة كبيرة ونسبة عالية
في العام الجديد الذي يبدأ اليوم نتطلع لكثير من الأمور بإيجابية. نقول بأننا نأمل أن نجد التغيير للأفضل، ندعو الله أن تكون الأيام القادمة حاملة لأمور أفضل على هذا البلد وأهله الطيبين.
يكفي البحرين ما عانته خلال السنوات الأربع الماضية، تأخرنا كثيراً في عملية التنمية والتطوير. انشغلنا بالسياسة التي أشغلت الجميع رغماً عنهم. عشنا قلقاً محتماً على وطننا الغالي لكن المولى عز وجل حفظه بفضل تكاتف قيادته وأبنائه المخلصين. واليوم نرى المؤامرات وأصحابها المتآمرين على البحرين يسقطون واحداً إثر الآخر، ونرى من وقفوا معهم ينحسرون عنهم رويداً رويداً، ونجد أن عناصر إعلامية منهم منشغلة بمواقع التواصل الاجتماعي تعترف بصريح العبارة بأن ما أسموه «ثورة» وما هي إلا «محاولة انقلاب» انتهت ووصلت إلى طريق مسدود.
كل هذا لم يحصل بالتمني أو بالبركة، بل كان على حساب عديد من الأمور لها من التأثيرات الكثير على البحرين. أولا لحمتنا الوطنية تأثرت بشكل رهيب، هناك شرخ كبير حصل في المجتمع سببه الفأس المسمومة التي ضرب بها الطائفيون والانقلابيون البلد في ظهره. اقتصادنا تراجع بشكل مخيف، استثمارات هربت، عناصر غادرت البلد بحثاً عن فرص عمل أفضل، الأمن تأرجحت نسبته بين صعود وهبوط، وها هو النفط يكملها ليتهاوى ببرميله إلى سعر مقلق جداً.
كل ما حصل أثر في البحرين ككيان، كبلد يتوجب عليه أن ينمو ويزدهر ويتطور بما يحقق الصالح لشعبه وللأجيال القادمة. أثر في البحرين التي كان عليها أن تزيل كل المعيقات وتنسف كل العراقيل حتى تتحرر من «التربيطات» المعقدة التي جلبتها السياسة وحراكها وهمومها والتصارع في إطارها.
البحريني يريد أن يعيش في بلده بهدوء وراحة وسلام. وأتحدث هنا عن المواطن الذي يدرك حقوقه وواجباته، الذي يريد أن يعمل ليحسن من حياته، والذي يتطلع من الدولة أن تهتم به وتحسن من خدماتها وعملها لأجله. لا أولئك الذين من أجل مكاسب السياسة، ونزوة المناصب، وزهوة الكراسي هم على استعداد أن يحرقوا البلد برمتها وأن يتعبوا شعبها في معيشته عبر الإرهاب والتخريب.
تركنا عام 2014 وراءنا، ونحمد الله أن نهايته كانت مشجعة جداً ومبشرة بأن العام الجديد سيكون أفضل. تركناه بانتخابات شهدت مشاركة كبيرة ونسبة عالية وتفاعلاً من قبل جميع مكونات المجتمع. تركناه بتغييرات في هيكل الحكومة وإدخال بعض العناصر الشابة في تأسيس لعرف نتمنى أن يستمر، فالشباب هم المستقبل. تركناه بتحركات جادة لإعمال القانون وتطبيقه ووقف كل متطاول عند حده، والتعامل بالشكل المطلوب مع ممارسي التحريض وداعمي الإرهاب وسارقي إرادة البشر.
هل نتفاءل بالعام الجديد؟!
أقول لم لا، تفاءلوا بالخير تجدوه، ونحن نرى بعض بوادر التغيير والتصحيح، وعليه نأمل أن تكون ممن يغير الله أحوالهم طالما أنهم بدؤوا يغيرون من أنفسهم.
كل عام والبحرين وأهلها بخير وأمن وسلام.