لكرة القدم العصرية كما نراها في الملاعب العالمية طموح لا يقف عند حد، تطوير مستمر في النظم والفكر بغية الوصول لمرحلة الكمال تهدف في النهاية لإيجاد هوية خاصة تنافس كبار أندية العالم. هذا الفكر قائم على عمل مؤسسي ضخم قاعدته مدارس تكوين اللاعبين الناشئين يهدف لخلق أجيال بفكر وثقافة النادي تضمن حفظ الإرث والتنافس للبقاء على أعلى مستوى ناهيك عن القوة الاقتصادية التي تجنيها الأندية من وراء هذه المدارس.
قصص نجاح تحكيها مدارس عريقة لأندية عالمية كبرشلونة الإسباني، ليون الفرنسي، مانشيستر الإنجليزي وريال مدريد الإسباني أبطالها لاعبون أصحاب مستوى رفيع وذو أجور عالية نظير مستوياتهم الراقية.
الكاستيا واللاماسيا مدرستان كبيرتان يكثر عليهما الجدال في أفضلية المخرجات وأثرها على النادي فنياً واقتصادياً، فمنهم من يقول إن مدرسة نادي برشلونة لاماسيا هي الأولى عالمياً بسبب وجود 13 لاعباً الآن في الفريق الأول تكونوا في مدرسة لاماسيا أبرزهم على الإطلاق ميسي، تشافي، إنييستا، بيكيه، خوردي ألبا وغيرهم. وأيضاً العدد الكبير لخريجي لاماسيا والذي يقارب 30 لاعباً ينشطون محلياً وأوروبياً في كبرى الدوريات كاللاعب سيسك فابريغاس في تشيلسي، بويان كريكتش في ستوك سيتي، إرتيتا في الآرسنال، الكانتارا في البايرن، المهاجم الأرجنتيني إيكاردي مع الإنتر وغيرهم. سبب آخر يدعم ما ذهب إليه أنصار لاماسيا هو تربع البارسا إبان حقبة جوارديولا على عرش الكرة العالمية بوجود معظم تشكيلة الفريق من لاعبي أكاديمية لاماسيا وأيضاً أثر لاعبي البارسا على أداء منتخب إسبانيا المتوج بكأس العالم 2010 وكأس أمم أوروبا 2012.
أما مناصري أكاديمية ريال مدريد الكاستيا فلهم رأي آخر لعدة أمور، فبالرغم من وجود 8 لاعبين من خريجي الكاستيا لايزالوان مع الفريق الأول إلا أن الأكاديمية نجحت في تخريج لاعبين مرغوبين في الأندية الأوروبية الكبرى بمبلغ وصل إلى 100 مليون يورو حسب صحيفة ماركا الإسبانية. منهم على سبيل المثال لا الحصر اللاعب خوان ماتا صاحب ثاني أغلى صفقة في تاريخ مانشيستر يونايتد، روبيرتو سولدادو في توتينهام، بورخا فاليرو نجم فيورنتينا العريق والذي اختير ضمن قائمة أفضل لاعبي الكالتشيو الموسم الماضي وغيرهم الكثير أوروبياً ومحلياً كاللاعب الفارو نيغريدو والذي يلعب حالياً في فالنسيا. جمال المنافسة بين الكبيرين أنها تمتد إلى مرحلة التكوين وهذا هو سر النجاح بالرغم من وجود سقطات لكليهما كالتفريط في النجم سيسك فابريجاس عام 2003 بعد حصوله على جائزتي أفضل لاعب وهداف كأس العالم للناشئين وكذلك الآن في خطف إياكس الهولندي لحارس البارسا أندريه أونانا المرشح للحصول على أفضل حارس في بطولة أمم أوروبا للشباب، وعلى الطرف الآخر اصطاد مانشيستر سيتي جوهرة من جواهر الكاستيا بقيمة 400 يورو وبموافقة جوزيه مورينيو وقت إشرافه على الملكي، ألا وهو خوسيه أنخيل بوزو الملقب بميسي الجديد.
هذه قراءة سريعة متواضعة عن عظمة المدرستين رغم أن سياسة الاعتماد على أبناء النادي والتعاقدات بدأت تتغير.
لاماسيا أم الكاستيا.. أيهما أفضل؟ الحكم لك.