أقوى جملة للتفاؤل وجذب الأحداث السعيدة هي قول؛ تفاءلوا بالخير تجدوه. فالإيمان بالأمور الإيجابية يجذب الأحداث والأمور السعيدة، مثله مثل قوى المغناطيس التي تجذب الأشياء التي نريدها والمحببة لدينا. فالنتائج الطيبة والمرجوة دائماً ما تصاحب التفكير الإيجابي الطيب، وهذا ما صاحب شعور موظفي هيئة شؤون الإعلام والمتعاونين في الهيئة بعد لقائهم مع وزير هيئة شؤون الإعلام الأستاذ عيسى بن عبدالرحمن الحمادي. فقد حرص الوزير على أن يلتقي بالجميع ويسمع من الجميع، وأن يضع يده على أدق التفاصيل الخاصة بهيئة شؤون الإعلام وموظفيها بهدف التطوير والتغيير الهادف الإيجابي، وهذا بالتأكيد خطوة محبذة لدى الجميع، ولاسيما عندما تكون الآذان صاغية وواعية من الإدارة العليا للموظفين، يستمعون منهم من أجل كسر حاجز الصمت إن وجد، وخلق بيئة يسعد فيه الموظف بالعمل، خصوصاً مع العمل الإعلامي الذي غالباً ما يكون متعباً ومرهقاً بالرغم من أنه عمل ممتع ومتجدد. فالمطلوب هو نقلة نوعية من التطور والتجديد كماً وكيفاً في هيئة شؤون الإعلام، وأنا متفائلة جداً كما هم الآخرون من هذا اللقاء الذي كان بعيداً عن الرسميات والكلام المصطنع.
حديث الوزير مع موظفيه كان نابعاً من القلب من أجل تطوير جهاز الإعلام ووضع ضوابط واستراتيجيات تعمل بمنهجية تامة، حتى يستعيد كل من التلفزيون والإذاعة المجد الإعلامي البحريني، خصوصاً بين دول الخليج، كما كان في السنوات الماضية، فقد جذبني إيمان وزير الإعلام بالكوادر البحرينية التي تكلم عنها بأنها تستطيع أن تتحدى الصعاب والعقبات من أجل الارتقاء بالبلد. كلمته كانت بمثابة الرد السريع لبعض الهواجس التي غالباً ما تصاحب عند تعيين وزير جديد أو مسؤول في منصب رفيع في الدولة، ألا وهو الاستعانة بمستشارين وخبراء من الخارج سواء كانوا من العرب أو الأجانب. فعقدة جلب الخبراء من الخارج وإيمان بعض المسؤولين «العمياني» بهم تلاحق كل جيل، والتي تعتبر تهميشاً للطاقات الوطنية بل تعد من عدم ثقة بعض الوزراء والمسؤولين بالكوادر البحرينية، وشتان بين الموظف البحريني والمستشار أو الخبير الأجنبي، الذي يفقد الأخير الحس الوطني في العمل إن لم يكن عميلاً لدولة أخرى قد يكشف أمره متاخراً.
على الحكومة أو الجهات المعنية أن تفسح المجال أمام الكوادر البحرينية وتعنتي بتدريبهم وتأسيسهم بدلاً من الاستعانة بخبرات من الخارج الذين غالباً ما يأتون بثقافة بلدهم وينشرونها في بلد يؤمن بعاداته وتقاليده وموروثاته، فالنهوض بالموارد البشرية البحرينية هو بالتالي يؤطر الأساس الوطني ليكون في المسار الصحيح.
مملكة البحرين تسعى بأن تكون في الطريق الصحيح من أجل نهضتها وتنميتها واستثمار طاقاتها، ودائماً تحاول بأن تجد الطرق الصائبة لحلول القضايا، التي تهم المواطن السياسية والمدنية والقانونية، وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان. ومع قدوم عام 2015 ونجاح الانتخابات البرلمانية والتعيينات الجديدة لمناصب الوزراء، كل ذلك جعل الجميع يتفاءل بالخير، وبالتفاؤل الإيجابي لمساعي الحكومة من أجل مزيد من الاستقرار الأمني والمعيشي. فالارتقاء بالوطن لن يكون، ما لم تكن الأيدي الوطنية مصمصة بالنهوض بالبحرين بدءاً من أصحاب القرار. فالالتفاف الوطني لا يكون إلا بتكاتف الجهود وبتعاون وتعاضد الجميع، والإيمان بالكوادر البحرينية، فهم النواة الحقيقية لبناء البحرين، وبهم تواكب الدولة كل ما هو جديد، بعد أن تخلفت في سباقها مع العالم لتكون الأولى كما السابق