لا أجـد سبباً لعدم وضعنا شروطنا واستحقاقاتنا نقدمها للقبول في الدخول للمشاركة في التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب؟ سواء كنا نتحدث عن مملكة البحرين أو عن دول مجلس التعاون ككل. لم لا نشترط قبل قبول الدخول في أي شكل من أشكال التحالف للقضاء على الإرهاب أن يشاركنا ذات الحلفاء حربنا في قضائنا على الإرهاب الذي يهددنا كدول خليجية من الميليشيات الشيعيـــة المدعومــة من إيران؟لم تتهافت دولنا الخليجية للتعاون دون تفاوض؟ قوة تفاوضنا تأتي من اقتناص الفرص المناسبة لهذا التفاوض لكننا نهدرها ولا نعرف قيمتها ونندفع في منح أقصى درجات التعاون وإصدار بيانات الشجب والإدانة لكل عمل إرهابي يطال الأرواح الغربية مجاناً، ونجري لنشاركهم مسيراتهم وإعلان تضامننا معهم بكل الصور المتاحة من أجل إقناعهم أن الإرهاب الذي يهاجم الغرب اليوم ليس منا ولا ننتمي له ولا يمت لنا بصلة، حسناً هذا صحيح والإدانة سليمة والتضامن استحقاق مطلوب لا غبار عليه، لكن حين يأتي الوقت للعمل سوياً في أي مجال من مجالات مكافحة الإرهاب «عسكرياً أو مالياً أو سياسياً» وتقتضي الحاجة للعب دور وجهد من قبلنا، في هذه اللحظة لابد أن يكون لدينا حس التفاوض حاضراً في اجتماعاتنا، ولا نقدم لهم طلباً إلا مشروطاً ومرهوناً بالتعاون من جهاتهم أيضاً وإلا فلا.الأدهى أننا نقدم أدواراً دون مقابل لدول كالولايات المتحدة الأمريكية رغم أننا نعلم أنها تتعاون مع إيران راعية الإرهاب الذي يحيق بالدول العربية من العراق إلى اليمن، بل وترتبط معها بمصالح ومشاريع مشتركة فتخلط إيران أوراقها بعلم ومعرفة حلفائها، تخلط ورقة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مع ورقة القضاء على المقاومة العربية ضد مشروعها التوسعي في العراق وسوريا واليمن، وهنا تغض الدول الغربية الحليفة الطرف عن كل تجاوزات إيران لسيادة هذه الدول، والأدهى أيضاً أننا نتصنع الجهل بهذا التعاون ونغض الطرف نحن أيضاً ونستمر في تقديم دعمنا غير المشروط.لا يمكن أن نتوسل التعاطف أو نستجدي التضامن معنا ونتمنى عليهم تفهم طبيعة الإرهاب الذي نعاني منه، لا يمكن أن نستمر فقط بالشكوى والتذكر في إعلامنا من ازدواجية معايير تقييم الإرهاب عندهم، المطلوب الآن سياسة مختلفة، المطلوب الآن هو فرض وإجبار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على التعاون معنا للقضاء على الإرهاب الذي نعاني منه من الميليشيات الشيعية الإرهابية إن أرادوا أن نتعاون معهم في القضاء على الميليشيات والتنظيمات السنية الإرهابية، الندية في التعامل، وواحدة مقابل واحدة هي اللغة الوحيدة التي يتكلم بها العالم الآن، لا أحد يفهمك لمجرد قولك أنا فرنسي اليوم أو أنا أمريكي اليوم كإعلان تضامني للفت نظرهم بأنك إنسان متحضر وهذه الهمجية لا تمثلك ولا تمثل دينك، هذا التضامن الحضاري وحده لا يفعل شيئاً ولا يحرك مصالحهم، قل هذا الكلام إلى جانب رفضك التعاون للقضاء على الإرهاب ما لم يكن التعاون متبادلاً نقطة ومن أول السطر!!