مشكلتنا الأساسية أننا مجتمع «زعول»، فيه الكل يزعل، وبالأخص من هم في مواقع المسؤولية وتمثيل الناس إن تم انتقاد أدائهم «لا شخوصهم»، ورغم ذلك يقولون بأن الاختلاف لا يفسد للود قضية، ويقولون بأن «المنصب تشريف وليس تكليف»، ويقولون بأن تمثيل الناس مسؤولية.
شبعنا شعارات، وحينما تأتي لتنتقد تحارب بالفعل، ويبدأ كل منهم بسرد إنجازاته (والتي لا ننكرها)، لكن المزايدة على الوطن، والحديث بطريقة «كسر الجميل» على البحرين مرفوض تماماً، فهذه البلد لا تريد من يخدمها ثم يمن عليها.
وعليه نتحدث تعقيباً على ما حصل في جلسة النواب الأخيرة، وخاصة موضوع الحضانات والتي تطرقنا لها سابقاً على خلفية اللجنة البرلمانية التي شكلت في هذا الخصوص.
ما أثار الجلسة هو تناقض المشاعر بين النائب المحترم الدكتور جمال صالح والوزيرة المحترمة الدكتورة فاطمة البلوشي، إذ بحسب ما نشر فإن النائب بكى متأثراً من الموضوع، وهنا نتعاطف معه باعتبارها مشكلة تحرك مشاعر كثيرين بالأخص ممن تضرر أبناؤهم، وفي الوقت نفسه فسرت ابتسامة الوزيرة في توقيت غير مناسب وغير ملائم على أنه استهزاء بالمجلس، من حق النواب تفسير ذلك حينما تتم مناقشة موضوع جاد يستوجب تركيز الجميع، يضاف إليها وصف النواب بأنهم حديثو عهد بالمجلس، وهي مسألة لا نرى بأن الوزيرة الكريمة وفقت فيها، إذ ما الحل هنا، هل يتم جعل الدورة الانتخابية عشر سنوات بدل أربع؟! في حين نختلف معها في القول ودفاعها عن نفسها ومجهودها وما حققته، إذ من أنجز وخدم البلد لا يحتاج للتذكير وكأنه يمن على الدولة، ونربأ بها وبشخصها أن تكون كذلك، ولربما كان للموقف المتكهرب دوره.
هنا للتوضيح ليس إلا، لسنا نتحدث عن أشخاص، لسنا بموقع التراخي مع أحد أو القسوة على أحد، نقول رأينا فيما حصل وكلنا استياء، باعتبار أن الموضوع الأهم كان يتمثل بالقضية المطروحة وهي الحضانات والملابسات التي قدمت، وبالأخص الاستمارات التفتيشية الـ34 التي عليها تواريخ بين النواب أنها تصادف أيام إجازات، وهي نقطة تستوجب التوضيح وبشكل وافٍ وكافٍ.
لا يوجد قطاع منزه عن الخطأ، لا يوجد وزير أو مسؤول منزه عن الخطأ، وكذلك لا يوجد نائب منزه عن الخطأ، وحتى الصحافة ليست منزهة، ولا الكتاب إن هم لم يحرصوا على التثبت مما يكتبونه، الصواب والخطأ موضوع نسبي، والنجاعة تتمثل بشجاعة الاعتراف بالخطأ والعمل على تصليحه، هكذا يتصرف العقلاء والكبار، أما الإصرار على المواقف فهو يقود للتعنت وتحويل الأمر العام إلى خاص، وهذا مما يمتعض الناس منه، لأنه وسط السجال تضيع القضية الأهم.
كل ما نتطلع إليه في هذا الموضوع، أي موضوع الحضانات، أن توضح الأمور وتوضع اليد على الأخطاء وأن يتم العمل على تلافيها، بغض النظر عن إلقاء اللائمة والتوعد والتهديد، المشكلة اليوم أكبر من أشخاص، فهي متعلقة بأطفال لهم آباء وعوائل، فقدهم وتضررهم يمكن أن يكون أقسى ما يتعرض له المرء في حياته.
أما بخصوص خدمة الوطن، فالجميع على هذه الأرض الطيبة خدم البحرين وقدم لها ما يعرف وما لا يعرف أو يقال، ومن غير الصحيح أن نأتي في لحظة انفعال لدحض تهم أو نقد لنتحدث عنها وكأننا نكسر جميلاً على الدولة، والله تراب هذه البلد لا يستحق ذلك.
لسنا نقسو على الوزيرة، نحترمها ونقدر عطاءها لكننا نقول بأنها لم توفق في بعض ردود الأفعال، نعرفها أنها أكبر من ذلك وأحصف، ولسنا ندعم النواب دعماً مطلقاً فعليهم الكثير، لكن في بعض القضايا التي تهم الناس لابد من دعمهم إن كانوا يسيرون في اتجاه صحيح.
والله من وراء القصد، مع الاحترام للجميع.
شبعنا شعارات، وحينما تأتي لتنتقد تحارب بالفعل، ويبدأ كل منهم بسرد إنجازاته (والتي لا ننكرها)، لكن المزايدة على الوطن، والحديث بطريقة «كسر الجميل» على البحرين مرفوض تماماً، فهذه البلد لا تريد من يخدمها ثم يمن عليها.
وعليه نتحدث تعقيباً على ما حصل في جلسة النواب الأخيرة، وخاصة موضوع الحضانات والتي تطرقنا لها سابقاً على خلفية اللجنة البرلمانية التي شكلت في هذا الخصوص.
ما أثار الجلسة هو تناقض المشاعر بين النائب المحترم الدكتور جمال صالح والوزيرة المحترمة الدكتورة فاطمة البلوشي، إذ بحسب ما نشر فإن النائب بكى متأثراً من الموضوع، وهنا نتعاطف معه باعتبارها مشكلة تحرك مشاعر كثيرين بالأخص ممن تضرر أبناؤهم، وفي الوقت نفسه فسرت ابتسامة الوزيرة في توقيت غير مناسب وغير ملائم على أنه استهزاء بالمجلس، من حق النواب تفسير ذلك حينما تتم مناقشة موضوع جاد يستوجب تركيز الجميع، يضاف إليها وصف النواب بأنهم حديثو عهد بالمجلس، وهي مسألة لا نرى بأن الوزيرة الكريمة وفقت فيها، إذ ما الحل هنا، هل يتم جعل الدورة الانتخابية عشر سنوات بدل أربع؟! في حين نختلف معها في القول ودفاعها عن نفسها ومجهودها وما حققته، إذ من أنجز وخدم البلد لا يحتاج للتذكير وكأنه يمن على الدولة، ونربأ بها وبشخصها أن تكون كذلك، ولربما كان للموقف المتكهرب دوره.
هنا للتوضيح ليس إلا، لسنا نتحدث عن أشخاص، لسنا بموقع التراخي مع أحد أو القسوة على أحد، نقول رأينا فيما حصل وكلنا استياء، باعتبار أن الموضوع الأهم كان يتمثل بالقضية المطروحة وهي الحضانات والملابسات التي قدمت، وبالأخص الاستمارات التفتيشية الـ34 التي عليها تواريخ بين النواب أنها تصادف أيام إجازات، وهي نقطة تستوجب التوضيح وبشكل وافٍ وكافٍ.
لا يوجد قطاع منزه عن الخطأ، لا يوجد وزير أو مسؤول منزه عن الخطأ، وكذلك لا يوجد نائب منزه عن الخطأ، وحتى الصحافة ليست منزهة، ولا الكتاب إن هم لم يحرصوا على التثبت مما يكتبونه، الصواب والخطأ موضوع نسبي، والنجاعة تتمثل بشجاعة الاعتراف بالخطأ والعمل على تصليحه، هكذا يتصرف العقلاء والكبار، أما الإصرار على المواقف فهو يقود للتعنت وتحويل الأمر العام إلى خاص، وهذا مما يمتعض الناس منه، لأنه وسط السجال تضيع القضية الأهم.
كل ما نتطلع إليه في هذا الموضوع، أي موضوع الحضانات، أن توضح الأمور وتوضع اليد على الأخطاء وأن يتم العمل على تلافيها، بغض النظر عن إلقاء اللائمة والتوعد والتهديد، المشكلة اليوم أكبر من أشخاص، فهي متعلقة بأطفال لهم آباء وعوائل، فقدهم وتضررهم يمكن أن يكون أقسى ما يتعرض له المرء في حياته.
أما بخصوص خدمة الوطن، فالجميع على هذه الأرض الطيبة خدم البحرين وقدم لها ما يعرف وما لا يعرف أو يقال، ومن غير الصحيح أن نأتي في لحظة انفعال لدحض تهم أو نقد لنتحدث عنها وكأننا نكسر جميلاً على الدولة، والله تراب هذه البلد لا يستحق ذلك.
لسنا نقسو على الوزيرة، نحترمها ونقدر عطاءها لكننا نقول بأنها لم توفق في بعض ردود الأفعال، نعرفها أنها أكبر من ذلك وأحصف، ولسنا ندعم النواب دعماً مطلقاً فعليهم الكثير، لكن في بعض القضايا التي تهم الناس لابد من دعمهم إن كانوا يسيرون في اتجاه صحيح.
والله من وراء القصد، مع الاحترام للجميع.