كعادته في استقبال المواطنين والاستماع لهمومهم ومشاكلهم اليومية التي يواجهونها بكل رحابة صدر وبإنصات والتوجيه بالحلول المناسبة لحلها، هذا هو ديدن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والذي تشرفت عدة مرات بلقاء سموه كمراسل صحافي بعفويته وطيبته التي يستقبل بها الجميع دون تفريق، فبابه مفتوح لا يغلق بوجه أحد، في حين -وللأسف الشديد- هناك بعض الوزراء والمسؤولين لا يمكن الوصول إليهم ويضعون أنفسهم في برج عاجي، ولا يخصصون وقتاً لاستقبال المواطنين، وهذا واجبهم كمسؤولين ليقضوا حوائج المواطنين.
مراراً كانت توجيهات سمو رئيس الوزراء لكبار المسؤولين بالنزول إلى الشارع والاستماع للمواطنين وتلبية طلباتهم، ففي نهاية الأمر من مهام ومسؤوليات هذا الوزير أو ذاك هي خدمة الناس والشعب، والمنصب الذي وضع فيه من قبل جلالة الملك -حفظه الله- ليس تشريفاً له ليتعالى على الناس، إنما هو تكليف وأمانة عليه أن يكون كفوءاً لذلك ويعمل بضمير في خدمة الوطن والمواطن، وأن يكون رئيس الوزراء قدوة لهم، فنراه يزور كل مناطق البحرين ويقف ليستمع من الصغير قبل الكبير ويوجه بإيجاد الحلول الناجعة والسريعة، إلا أن التأخير نراه من الوزراء في المماطلة والتسويف إلى أن يمل المواطنون ويعودوا من جديد لرفع المشكلة إلى رئيس الوزراء، هنا يجب أن يحاسب هذا الوزير إذا ما قصر في ترجمة هذه التوجيهات التي كان الأولى به حلها قبل أن يوجهه رئيس الحكومة.
لابد على كل وزير أن يقوم بتكثيف زياراته ويخصص من وقته الثمين -خصوصاً الوزارات الخدمية- أن ينزل ويعاين عن كثب وبنفسه المشاريع التي تقوم بها وزارته ويوجه المسؤولين لديه بالمتابعة، وإذا ما كان هناك تعطل في أي مشروع أن يطلب وبشكل عاجل تقريراً عن الأسباب وتحديد المسؤول عن هذا التأخير ليحاسب، فضلاً أن يكون الوزير باعتباره المسؤول الأول في الوزارة أن يفتح قنوات الاتصال المباشر مع المواطنين لمتابعة شكواهم والعمل على وضع الآليات المناسبة التي تتيح للمواطن مقابلته وفقاً للقانون والنظام المعمول به وبحسب الإجراءات المتبعة، والتسهيل من تكبد هذا المواطن الذي ما جاء إلى هذا الوزير إلا لحاجته الماسة في لقائه ليساعده بعد أن أغلقت في طريقه السبل والطرق للوصول لحل لمشكلته.
في كل مرة بعد توجيهات سمو رئيس الوزراء نرى الوزراء يقومون بالتصريح بأن أبواب الوزارة مفتوحة، وأنها تسعى لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وبجودة عالية، ويؤكدون بأن المواطنين هم الأولوية ومن هذا الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، حيث إن الواقع يكون عكس هذه التصريحات الإعلامية التي تنتهي مع انتهاء نشرها في وسائل الإعلام، في حين أن قضايا وهموم ومشاكل المواطنين لاتزال موجودة ولم يتم حلها، ودليل ذلك تذمر المواطنين وشكواهم في الإذاعة وعلى صفحات الجرائد بشكل يومي ويصلون في نهاية المطاف للجوء إلى سمو رئيس الوزراء في حل قضاياهم ومشاكلهم، وهذا يعني عجز الوزراء والمسؤولين في إيجاد الحلول المناسبة والناجعة التي لا تجعل هذا المواطن أو ذاك يناشد ويطرق الأبواب والتي تصل إلى حد الإذلال، وهي في الأصل حقوق له لا يستجديها.
الأدهى والأمر أن هناك من هم في مكاتب المسؤولين من يسعى إلى ممارسة دور «حارس البوابة»، الذي تعلمناه في الجامعة، ويسعون إلى عزل هذا المسؤول عن الناس ويتعذرون بعدم وجوده أو أنه في اجتماع أو مشغول أو مسافر أو غيره، فيصنع جدراناً عازلة بين هذا المسؤول وبين المواطنين الذين لا يعرفون ماذا يفعلون وتتعطل مصالحهم وتتحطم أحلامهم أمام أبواب المسؤولين التي من المفترض بها أن تكون مفتوحة، لكنها مغلقة ولا تفتح إلا لعلية القوم من المتنفذين وذوي الوجاهة، في حين أن هذا المواطن المسكين الفقير المغلوب على أمره لا أحد له سوى الله تعالى.
- همسة..
ما يؤلم أيضاً أن بعض النواب، وهم من الذين من المفترض بهم أن يكونوا مع الشعب في الدفاع عنه وعن مصالح المواطنين ومتابعة قضاياهم والعمل على السعي لحلها مع المسؤولين والوزراء، نرى البعض منهم يذهب إلى الوزير لأمور شخصية عائلية يسعى لتمريرها بالواسطة وينسى من أوصله إلى هذا الكرسي في بيت الشعب، ونراهم يلهثون في هذه الأيام للسعي للمواطنين والمسرحيات في البرلمان شاهدة على ذلك كدعاية انتخابية مبكرة للبرلمان القادم، ولكن الناس قد عرفتهم ووعت ما يدور من حولها.