تساؤلات كثيرة تدور في الأذهان في ما يتعلق بالانتخابات النيابية منها: هل عكس الشعب البحريني في انتخابات 2010 مدى وعيه وأهمية مشاركته في الانتخابات كنائب وناخب؟ وهل أبهر النائب في تمثيله في مجلس النواب ناخبيه وعكس للمجتمع المحلي وعيه السياسي؟ وهل الشعب البحريني اليوم سيشارك وبقوة للاختيار الأمثل للنواب؟ وهل هو مستعد أن يحمل على عاتقه فشل النواب في أداء دورهم النيابي كما حدث في الانتخابات السابقة في ما لو انساق وراء بهرجة الجمعيات ووعود الأحزاب ومؤونة بعض الأفراد؟ وهل ستكون رسالة الناخبين هذه المرة لنواب 2014 بأن دور مجلس النواب تكليف وليس تشريف فقط؟
لا شك في أن مملكة البحرين عكست للعالم الديمقراطية التي تتمتع بها، حينما أخذت بيد المرأة البحرينية في التمكين السياسي، وبينت أهمية دور المرأة في المشاركة السياسية في الانتخابات، بل برهنت للعالم بمساندتها للمرأة والوقوف بجانبها ولكل ما تحتاجه في هذا الجانب، حتى تصقل دورها المهم في المجتمع من خلال المحاضرات والندوات وورش العمل، وحث الجهات المعنية مثل المجلس الأعلى للمرأة ومعهد التنمية السياسية لتقديم الدعم اللازم للمرأة، فهل أخذت المرأة البحرينية على عاتقها الأمانة التي منحت إليها ومساواتها مع الرجل كحق من حقوقها في الانتخابات كناخبة ومترشحة، وأدركت جدية الأمر؟
نظام الكوتا قد تتبعه بعض الدول لضمان وصول المرأة لمقاعد البرلمان، ولكن في البحرين قد تبرهن للجميع بأن المجتمع البحريني مجتمع واعٍ ومدرك بأهمية دور المرأة في صنع القرار وقدرتها على تحمل المسؤولية ووضع السياسات، يدها بيد الرجل لرفعة البلاد. لذلك يأتي دور الرجل والمرأة معاً في وضع النائب الأنسب في المجلس النيابي بعيداً عن العقلية النمطية والسطحية في اختيار النائب، وبعيداً عن التحيز «للجندر»، وإنما إيماناً بقدرة النائب بأن يمثل الشعب ويكون صوته أينما كان.
الساحة السياسية اليوم مليئة بالمترشحات لانتخابات 2014 والمجال مفتوح أمامهن لكي يثبتن أحقيتهن للكرسي النيابي من خلال فعالية برنامجهن الانتخابي وإمكانية تحقيقه، فالناخب اليوم أصبح أكثر وعياً من السابق، وما مارسه بعض المترشحين من ألعاب بهلوانية ووعود كاذبة لن تمر بسلام هذه المرة، لذلك على المترشحة أن تستثمر كل ما تدربت عليه في السابق وأن تبهر الناخب بأهمية وجودها في المجلس النيابي لتكسب الأصوات، وأن تحث الناخب وخصوصاً من النساء لمساندتها وأن تكون الناخبة مستقلة في تحديد النائب المناسب للمجلس النيابي.
عندي كلمة للمرأة الناخبة والتي تستشير الرجل ليختار لها لمن تصوت، وأيضاً للمرأة التي تستسلم لقرار الرجل في الترشيح بالرغم من عدم قناعتها، أو تجعل جمعيتها أو حزبها يختار لها من ترشح، أقول لها بأن صوتك أمانة وأنت محاسبة أمام الله، الدستور أعطاكِ حق التصويت فاختاري الأنسب ودافعي عن حقك في الاختيار الصحيح سواء إن كان امرأة أو رجل، ولا تنحازي وراء طائفة أو حزب أو جمعية، كوني أنت من يقرر وليس غيرك، فإن أعطيت هذا الحق لغيرك أن يختار لك، فإنك سوف ترجعين بالمجتمع البحريني إلى الوراء، والوراء لا يعني بعدم أحقيتك في التصويت وإنما في كل جانب من جوانب الحياة حتى في اختيار شريك المستقبل، تدربي بأن يكون لك دور بارز في المجتمع وأن تكوني مستقلة، وأن صوتك الذي ستهبينه سوف يكون للشخص المناسب، فصوتك هو سلاح تهزمين به كل تكتل لا يهتم إلا لحزبه ولأجندته، أنت اليوم تتمتعين بحق تتمناه الكثيرات في شعوب مختلفة، كوني الأقوى في تحديد مصير وطنك، شاركي بحرية ولا تستمعي لكلام البعض بأنك ناقصة عقل، شاركي في انتخابات 2014 وكوني واثقة لمن تختارين، وأثبتي للعالم بأن المرأة البحرينية ليست أي امرأة، كوني صانعة لمستقبل يترقبه الجميع لبحرين الغد وكوني على قدر ثقة البحرين بك.