المرحلة القادمة هي مرحلة للجادين فقط في حبهم للوطن والساعين لخدمة هذه الأرض الطيبة وأهلها، ولذا نقول بأنه لا مكان لحاقد وكاره للبحرين بيننا، ولا مجال أصلاً سنقبل به لمن يريد الاستمرار في بث سمومه وإحداث الفرقة بين أهل البلد الواحد، ونقطة الفصل هنا بأن سفينة هذا الوطن ماضية للسير إلى الأمام بقيادة ربانها جلالة الملك الحبيب حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه.
رسائل مهمة وثابتة لابد وأن توجه للمخلصين من أبناء هذا الوطن، أهمها بأن المضي للأمام لا يتحقق إلا بكم، وأي تقاعس وتراخ مبرره الإحباط واليأس أمر مرفوض، فالواقع لا يتغير بالتمني والكلام، بل بالأفعال والمبادرة لتغييره، ومتى ما سمحنا لمن يبث فتنته بيننا فإننا لن نتقدم بل سنتراجع.
أفضل قائد يمكن أن يكون كلامه شعلة حماس وسبباً لفوران دماء الوطنية والغيرة على الوطن ليس سوى بانٍ هذا الوطن عبر عقود، وعضيد جلالة الملك خلال العقد الزاهر الماضي والمشروع التطويري المستمر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله، رمز الثبات وحبيب المخلصين من أهل هذه البلد.
في مجلسه بالأمس طال الكلام ولم يكن الود أن ينتهي، فحينما يتحدث صاحب أفضل مدرسة إدارية وطنية – خليفة بن سلمان – لابد وأن تكون الآذان واعية ومنتبهة، فنحن أمام تاريخ وطني عريق يزخر بعطاءات وصمود وقوة وإدارة وحنكة، وفي المراحل المفصلية وأمام تقاطعات الطرق في تاريخ هذا الوطن كان ومايزال سمو رئيس الوزراء صمام أمان وأسداً قوياً أمام المطامع.
لا تراجعات للوراء، وكلنا قلب وقالب مع جلالة الملك، ولا مساومة على الوطن ومكاسبه، ولا استرخاص لتضحيات المخلصين وتقليلاً لوقفاتهم الجريئة مع البحرين أمهم، والقادم الأفضل يصنعه الرجال الذين لا يقبلون بالخطأ بل يتكلمون من منطلق حبهم لوطنهم ورغبتهم في الإصلاح.
هذه رسائل الرئيس المحنك لأبناء شعبه، رسالة رجل يعرف الدنيا وتلاوينها أكثر من أي جمعيات ومدعي النضالات وأكثر من راكبي موجات هدفهم مكاسبهم الشخصية، رسائل رجل يقول بأنه ثابت في مواقفه لأجل البحرين وأهلها.
حتى للصحافة كانت الكلمات واضحة بأن اكتبوا وانتقدوا ونبهوا الدولة وكونوا عيناً ثالثة لنا في الرقابة على الأداء وتقييم العمل وأدواته من وزراء وغيرهم من المسؤولين، فالمخطئ في حق وطنه اليوم –بحسب سموه – هو من يرى الخطأ ولا يتكلم.
طرحت مشاكل على سموه في مجلس يقول هو بنفسه للحاضرين فيه لا أريد أن أتكلم فقط بل أريد أن أسمع، قولوا لنا، نبهونا، اكشفوا لنا الأمور. فمثل خليفة بن سلمان رجل يعرف بأن بعض الأمور بتفاصيلها قد لا تصل، وخير مرآة لعمل القطاعات المختلفة هو المواطن نفسه المتأثر بالعمل المقدم له.
طرحت مسائل عدة من ضمنها الإسكان والاشتراط الظالم بدمج الرواتب، والأمل كان باتخاذ موقف حاسم تجاه المسألة، فلا يعقل هنا أن تستمر معاناة المواطن في ظل الاشتراطات القاسية التي كأنها تقول للمواطن لا تكون مميزاً في دراستك وعملك، لا تصل مراتب متقدمة حتى لا يرتفع راتبك وتخسر، ولربما الأفضل ألا تعمل زوجتك حتى لا تخسر الخدمات! هذه معايير خاطئة يجب أن تصحح، فالعناصر المتميزة المتفوقة المجتهدة لا يجب أن تكافئ بالإحباط وبناء السدود في وجهها، بل هؤلاء من يجب أن يحسوا بتقدير الوطن لهم عبر تذليل المصاعب. ومن هذا الباب نجدد الطلب من المعنيين في الإسكان بأن احسموا هذا الملف وأريحوا الناس، وشخصياً مازلت أتذكر التوجيه الواضح لسمو رئيس الوزراء في رمضان 2011، فلماذا التأخير يا مسؤولين.
كثيرة هي الأمور والتشعبات التي أخذت حيزاً من كلام خليفة بن سلمان، كلها في اتجاه واحد هو مصلحة الوطن والمواطن، سياسياً عبر قراءة واقعية قوية للواقع والمشهد الحالي، لا يجرأ على التعاطي معها والخوض فيها إلا القوي الثابت على موقفه والذي هدفه البحرين ولا شيء آخر، واجتماعياً عبر طرح هموم الناس ومشاكلهم، واقتصادياً عبر التأكيد على كون هذا الجانب هو الشريان الرئيس الذي يضخ دماء التطور والبناء في عروق البلد.
البلد ستظل بخير بإذن الله، طالما فيها قيادة واعية ورموز حكم لديهم من الحنكة الكثير، وفي ظل التفاف المخلصين حولهم وعدم قبولهم بالتفريط في ذرة تراب من تراب البحرين.
نعم نكتب بحماس هنا، من حقنا أن نفخر بالبحرين، أن نتغنى بها، فهذه الأرض الطيبة لن تذهب لأي مكان بإذن المولى القدير، لا لقمة سائغة لطامع، ولا ظهر مفتوح يطعنه أي خائن، هي المستقبل للمخلصين، وهي الكابوس للمتربصين.
اتجاه معاكس:
من يحب البحرين من الاستحالة ألا يحب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.
جملة قالها الأمير خليفة بن سلمان بالأمس نتفق معها قلباً وقالباً، فلا بحريني مخلص محب لبلاده يقبل بأي إساءة للسعودية وأشقائنا هناك من قيادة وشعب، لا بحريني مخلص يحب بلاده ينسى للشقيقة الكبرى مواقفها الأخوية والرجولية في زمن ندر فيه «هرمون الرجال».
من يكره السعودية هو أصلاً كاره للبحرين، والأمثلة عديدة وموجودة، وهؤلاء نحن منهم براء، فمنذ متى كانت أخوتنا وارتباطنا بالمملكة العريقة محل تقييم وذات وجهات نظر، مصيرنا واحد ومشترك، روابط الأخوة والعروبة والدين فوق كل شيء، هي التي تتداعى لنا في الملمات، وهي التي نقف معها وندعو لها ولقادتها.
البحرين بأهلها المخلصين لا يملكون القول للشقيقة الكبرى وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلا شكراً لكم ودام عزكم وحفظكم المولى القدير صمام أمان للخليج العربي، والعروبة والإسلام.