صفر الحكم معلناً انتهاء المباراة بفوز البحرين بألف هدف مقابل صفر، و لابد من شكر قائد وربان هذه السفينة الذي عبر بها إلى بر الأمان، لابد من التصفيق لقبطان الطائرة الذي حط بها سالمة وقادها باقتدار حتى خرجت من عاصفة حطمت كل من حولنا.
فازت الدولة فازت المؤسسات فاز القانون فاز الدستور، وتلك انتصارات لا علاقة لها بأطياف أو مذاهب أو أعراق، و لا بفئة على فئة، فازت الدولة بأعمدتها فتلك أدوات و آليات و نظام يسري على الكل بلا استثناء، إنما دونها نحن أمام فوضى وفراغ نتقاتل فيه من أجل تحقيق احتياجاتنا ومطالبنا.
لم تكن معركة «نظام» مقابل «معارضة» كما يروجون، كانت معركة «دولة» مقابل «جماعة»، فلنتذكر تلك الحقيقة ولا ننسها، ولننقلها لأبنائنا ذكرى انتصار الدولة لنذكر لأبنائنا أن شعب البحرين خاض معركة وطن، معركة «دولة المؤسسات والقانون والدستور» مقابل «دولة الجماعة».
بإعلان موعد الانتخابات وبنقل المقترحات إلى المؤسسة التشريعية انتصرنا لدستورنا وانتصرنا لقوانيننا وانتصرنا لمؤسساتنا، فلا تفكر بعد ذلك أي «جماعة» بأن تحقق شيئاً لنفسها خارج الإطار الدستوري المنضبط، فلا «ثورات» ولا «فوضى خلاقة» ولا «إرهاب» يحقق لك مطالبك، و إلا فسيواجه بقانون وبمؤسسات تطبق هذا القانون.
كنا نحارب اثني عشر عاماً وليس أربعة أعوام فقط من أجل حماية مكتسبات شعب البحرين، شعب البحرين كله بمجمله بكل أبنائه، بمن فيهم من وقف ضدنا و من حرق و من قتل ومن خرب ومن دمر، تلك المكتسبات ستكون لأبنائه ولإخوته ولأهله، ومستقبلاً حين تنقشع الغيوم وتهدأ النفوس سيعرف كل منا قيمة ما حاربنا من أجله، بل إننا الآن ونحن نرى ما يجري حولنا نعرف أن الهدف لم يكن إسقاط «أنظمة» بل إسقاط «دول» وخلق فراغ تعيث فيها الفوضى والاقتتال والحروب الأهلية والدمار، فنقدر جيداً قيمة ما حاربنا من أجله وفزنا به.
الدواعش والحوالش والحوثية كلهم بدائل الدولة، كلهم نبت الفراغ وكلهم يطمحون لدولة الجماعة، ولولا انتصار الشعب البحريني وقيادته للدستور ومؤسساته وحمايته وتثبيته وإصرارنا على أن يكون لدينا أرض و قواسم مشتركة نقف عليها جميعاً ولا يكون حوار ولا تمر توافقات إلا عبر المؤسسات الدستورية لكنا فتحنا الباب كل يوم لجماعة تريد أن تكتب هي الفصل الأخير.
شكراً لهذا الشعب و شكراً من القلب لصاحب القلب الكبير الذي تحملنا وتحمل نقدنا وتحمل تذمرنا وتحمل اعتراضنا وتحمل ضغوطاً تهد الجبال وتهدم دولاً وتربكها، شكراً لأنه أوصل السفينة لبر الأمان.... شكراً لـ«أبو سلمان».