أولئك الذين تحركوا لإسقاط النظام، ونصبوا المشانق، وأساؤوا لرموز الحكم فيها وجسدوهم بمجسمات، هؤلاء كما قلنا سابقاً ومراراً لو تأتى لهم التحالف مع الشيطان ذاته لفعلوا، ولو تأتى لهم وضع أياديهم في يد اليهود لما توانوا مثلما فعل عبدالهادي الخواجة.
استهداف رموز البلد وأفراد العائلة الحاكمة وكل فرد يختلف مع الانقلابيين مسألة اعتدنا عليها، فمن أساء للبحرين ورخص بترابها وباعه للأجنبي في سوق النخاسة بل أخذ «يتذلل» و»يتوسل» للغريب بأن يتدخل في بلده، هل سيتوانى عن فعل أي شيء؟!
الأخبار التي تناقلت عن حكم محكمة بريطانية بشأن سمو الشيخ ناصر مسألة بنيت أصلاً على أكاذيب، اتهامات سيقت و»بلا دليل»، نعم بلا دليل، ولا تقولوا هنا بأن المقداد قال وأن نبيل رجب «حلف على المصحف»، فمن اعتاد على الكذب بحق البحرين، ومن جلس يصرخ في قناة أجنبية و«يقسم» بأن «الأباتشي» تقصف الدوار، هل تتوقعون منه الصدق؟!
كذب وافتراءات تساق بالجملة، ومن يدعي أنه مدافع عن حقوق الإنسان كنبيل رجب، هناك ألف دليل ودليل عليه يثبت طائفيته وعنصريته وامتهانه لمبادئ حقوق الإنسان، فهو لم ينطق بحرف واحد ضد استهداف البشر سواء المختلفين معه مذهبياً أو رجال الشرطة أو حتى الآسيويين، فهل يتم تصديق أفاق وكاذب باسم حقوق الإنسان؟!
أصدرت المحكمة حكماً فقاموا وهللوا وكأنهم انتصروا في معركة حاسمة وكأنهم خطفوا البلد وأسقطوا النظام، لكنها سويعات حتى عادت حالة «اللطم» وحوسة «القلق»، حينما زار السفير البريطاني في البحرين سمو الشيخ ناصر واجتمع معه ليؤكد على عمق ومتانة العلاقات البحرينية البريطانية.
مواقعهم كتبت وبحبر يتضح فيه أن «الصراخ على قدر الألم»، بأن السفير البريطاني لا يكترث لقضاء بلاده، وأن حكومة ديفيد كاميرون غير مكترثة بما صدر عن المحكمة!
الآن أصبحت الحكومة البريطانية خصماً؟! رغم أنها -أي حكومة كاميرون ومن سبقها- تلام على منحها حق اللجوء والجنسية لكل من هب ودب، ولكل من يريد شتم الدول واستهدافها من داخل بريطانيا، وفوق ذلك يصرف عليهم من أموال الضرائب المأخوذة من المواطنين البريطانيين، وليبحث من هم بداخل بريطانيا عن موقف أهلها من عملية احتواء مثل هؤلاء على حسابهم.
عموماً، كاميرون نفسه يقلقهم لأنه رجل لا يقبل بأن تمارس الفوضى والإرهاب على حساب القانون، ورأيتم ماذا فعل في أحداث لندن، بالتالي إن كانوا يظنون بأن بريطانيا ستكون معهم على نفس الخط على حساب علاقة تاريخية ممتدة مع البحرين، فهم واهمون تماماً.
الاتهامات طائفية كيدية ولا إثباتات لديهم سوى كلام فلان وعلان، والذين تاريخهم يحفل بالكذب والإدعاءات التي لا يمكن لهم أن يثبتوها كلها، وهذا بحد ذاته ضرب في مصداقيتهم، فالصادق هو الذي لم يمارس الكذب أبداً، لكن «خونة الدار» خاصة الذين يجولون في سفرات يمنة ويسرة لتشويه صورة البحرين لهم في الكذب أصول تؤسس مدارس بحد ذاتها.
المخلصون للبلد، ممن يرفضون استهداف أي بحريني مخلص مدافع عن تراب أرضه دشنوا هاشتاق خاص لسمو الشيخ ناصر بن حمد، الموقف البريطاني الرسمي أصاب بحد ذاته «المهللون الانقلابيون» بهم وقلق، والأهم في النهاية بأن الباطل لا يدوم طالما أهل الحق متمسكون بمواقفهم، وهذا ما عاهد عليه المخلصون بلادهم وقيادتهم.
حتى كلمات شعر سطرها نجل جلالة الملك بقلمه «حرقتهم» وأثارت حفيظتهم، وهنا نعجب من خائن يزعل حينما يوصف فعله الواضح الصريح بالكلام الصحيح، فما حصل في حق البحرين أليست «خيانة»؟! ما حصل بحق القيادة وغالبية مكونات الشعب من استهداف عنصري طائفي أليست «خيانة»؟! طعن البلد وتشويه صورتها والتوسل للأجنبي حتى يتدخل فيها والتخابر والتواصل مع الخارج و»التبعية» المطلقة لبلد له أطماعه التاريخية، أليست كلها «خيانة»؟!
وأمام من خان البحرين ومازال، يظل المخلصون يعملون بحكم ولائهم وانتمائهم لهذه الأرض، وليس بغريب عليهم مثلما قال بو حمد: لا من حمينا دارنا وين الغرابة؟!
أمام استهداف انقلابي كاذب نرد بالقول: كلنا ناصر بن حمد.