الوفاق تقول إنها «مقاطعة» لكن الحقيقة هي أنها «ميتة».. بل «مذبوحة» من الوريد حتى الوريد على المشاركة
قد يرى كثيرون بأن الأيام الماضية مرت بشكل عادي جداً، وأن الحياة كانت روتينية تماماً بالنسبة للبحرين. بيد أن هذا على النقيض تماماً، فما مضى حمل معه كثيراً من الأمور المؤثرة التي بانت ملامحها تظهر بجلاء تام لمن يفتح عينيه، ولمن يربط الخيوط ويحلل المواقف والتصريحات.
زيارة جلالة الملك حفظه الله إلى روسيا واجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين، وهو الرئيس الذي تحسب له أمريكا والغرب ألف حساب لقوته، هذه الزيارة سببت إرباكاً وتوجساً في صفوف الأصدقاء الأعزاء الأمريكان بالذات، فرأينا السفير «المغضوب عليه» من قبل الشعب البحريني المخلص توماس كرايجيسكي كيف يحاول القفز من ديوان لآخر ومن مجلس لآخر، وكيف يستغل موضوع الحرب على الإرهاب و»داعش» ليدخل جملة هنا أو كلمة هناك عن الشأن الداخلي البحريني.
تريد الصراحة «مستر» كرايجيسكي؟! مهمتك في البحرين فاشلة بامتياز، فالمشكلة أنك لم تضع حساباً للمخلصين من أبناء هذا الوطن الذين استهنت بهم وحاولت تقوية كفة فئة ولاؤها المطلق لنظام يصف بلادك (وسيظل يصفها للأبد) بأنها «الشيطان الأكبر»!
حتى المواقف الأمريكية والرسائل البعيدة المدى الموجهة لـ «أبطال الورق والديجتال» الذين صنعت كثيراً منهم برامج الخارجية الأمريكية لإعداد «معارضي وانقلابيي الداخل» أخذت تتأرجح، ومعها ظهر واضحاً أن الوفاق في وضع «متأرجح»، بل هي متعلقة بالأرجوحة بحبل ملتف على قدمها، فتارة بين كلام «هلامي» معني بالانتخابات، وبين كلام «يحلف ويقسم» بأنهم مقاطعون، أو بين أقوال تكشف خيبة الأمل من حلفاء الغرب الذين تركوا الوفاق على صخر وقالوا لها «ادخلوا الانتخابات»، وبين كلام يكشف استمرار الاستقواء بالخارج، وأن «ذنب» الدعم والتحريض مازالت فيه روح وينبض. وهو ما يثبت بأن كلام السيد مالينوسكي للوفاق في هذه المرحلة أكثر أهمية من المرشد الإيراني نفسه، لو تحدثا عن البحرين طبعاً.
المهم، باب الترشح للانتخابات البلدية والنيابية فتح بالأمس، وبحسب العد التنازلي فإن المتبقي ثلاثة أيام فقط، ورغم أن الوفاق مدعية «البطولة والنضال الوطني» أعلنت في مرات تفوق العشر خلال الأسابيع الماضية بأنها «مقاطعة» للانتخابات، إلا أننا نقول بأن هناك ثلاثة أيام متبقية ستكشف مدى مصداقية الجمعية الانقلابية، باعتبار أن الثابت على موقفه يكفيه أن يعبر عنه لمرة واحدة فقط.
يكفي أن يقول منذ البداية «أنا مقاطع» ويسكت، حينها سيعرف الناس أنه ثابت على الموقف، لكن أن يعيد هذه الأسطوانة مرات ومرات ومرات، فإن القاعدة تقول بأن «نفي النفي تأكيد»، أي أن الوفاق تقول بأنها «مقاطعة» لكن الحقيقة هي بأنها «ميتة» بل «مذبوحة» من الوريد حتى الوريد على المشاركة، وإلا لما خرج بعض أعضائها عن دائرة العقل والمنطق ليدعوا أن مبالغ بحجم 100 ألف دينار تمنح للمترشح في دوائرهم، ولما خرج بعض أعضائها ليتحولوا إلى حاسبة إلكترونية «كلكوليتر» ليقولوا بأن تعديل الدوائر يعني فوز الوفاق بـ 16 مقعداً بدل 18! يا هذا، إن كنتم لن تشاركوا في الانتخابات، فلماذا التعب وإجراء حسابات وعمليات رياضية، قل «مقاطعون» واسكت!
شخصياً أريد من الوفاق أن تتوقف عن «التقلب» على ظهرها وبطنها، حالها كحال تصريحات أمينها العام خادم الولي الفقيه. قلتم «مقاطعة» فاثبتوا على ذلك، لا تنقلبوا في اللحظة الأخيرة وتغيروا مواقفكم، ولا تقوموا بحركات «العاجز» بالزج بصفوف ثانية وثالثة أو «عملاء» يدينون لكم بالولاء والطاعة العمياء مثلما فعلتهم في التكميلية، إذ من كان يعمل بحسب «الريموت كنترول الوفاق» فضح نفسه منذ الجلسة الأولى.
المثل البحريني يقول: «الرجل تلزمه كلمته»، بالتالي افهم يا فهيم، رغم إدراكنا بأن هواهم ليس بحرينياً ولا خليجياً ولا عربياً، بل هواهم هناك في الشمال.
اتجاه معاكس:
الشقيقة المملكة العربية السعودية حفظ الله ملكها وشعبها أصدرت محاكمها حكماً بالأمس على أحد أبرز عملاء إيران، نمر النمر، يقضي بإعدامه تعزيراً، وذلك نتيجة للتحريض على الإرهاب والتطاول على عائلة آل سعود وعلى أهل السنة ووصل بسبابه وقبيح قوله إلى التعدي على البحرين وحكامها عائلة آل خليفة وعلى أهل السنة في البحرين، وتكفي فيديوهاته على اليوتيوب لتبين مستوى كلامه وأسلوبه الساقط وتحريضه العلني وارتباطه اللصيق بإيران وولاية الفقيه.
السعودية البلد المؤتمنة على بيت الله الحرام في الأرض، البلد التي لا تخضع لضغوط وممارسات وقحة من أقطاب الغرب، بلد لها هيبتها وقوتها، تستمد ذلك من قوانينها ومن شرع المولى عز وجل. ولذا نقول دائماً عن هيبة وسيادة الدول انظروا للشقيقة الكبرى كيف تكون الهيبة والقوة.
ندعو الله أن يحفظ المملكة ويعزها ويثبتها على طريق الخير والثبات مع أشقائها الخليجيين والعرب والمسلمين.
بيد أن المفارقة في موضوع «نمر الورق» هذا، هو خروج خادم الولي الفقيه هنا في البحرين علي سلمان ليعلن تضامنه مع النمر و»يتوسل» في تغريدة له بأن «الحوار والتفاهم هو المطلوب للتهدئة وتحقيق المصالح المشتركة»!
الآن حوار وتهدئة يا علي سلمان؟! لماذا لم تتكلم حينها، عندما أساء «نمرك» لأهل السنة وتطاول على حكام السعودية والبحرين ودعا عليهم بالموت؟!
لكننا قلناها؛ لا يدافع عن الطائفي العنصري، إلا من شابهه في الطائفية والعنصرية، والطيور على أشكالها تقع.