نبدأ بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وما رواه أحمد عن عمار قال: «شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم هجاء المشركين فقال: اهجوهم كما يهجونكم».
ونحن هنا لن نهجو؛ لأن الهجاء قد يكون حاداً قاصفاً وقد يدخل في أبواب يسمونها «طائفية وعنصرية»، أما بالنسبة لغيرنا فهي حرية رأي وديمقراطية، وهنا سنكتفي بذكر بعض من الحقائق عن الشعوذة الإيرانية، ومنها مسحهم للهوية العراقية، حيث سعت إيران ومنذ احتلالها للعراق بعملية إحلال الإيرانيين بدل العرب، إذ لم تكن عملية إبادة لأهل العرب السنة إلا قابلها إحلال إيرانيين في مدنهم ومناطقهم، ولم تقتصر العملية على الإحلال والاستبدال بالفرس، بل حتى المناطق المقدسة عند الشيعة هي قيد التحويل والتبديل في ظل مشاغلة المجتمع الدولي بقيادة أمريكا وصرف أنظار العالم عن هذه العملية الخطيرة، التي منها تقرض إيران من مساحة العراق لتضمها إليها، وكعادتها التوسعية تارة بالاحتلال وتارة بالشعوذة والمكر والخديعة، ومثال على ذلك حسب ما جاء في الدراسة التي تم نشرها «موقع البينة» تحت عنوان «ربط قم بالنجف» حيث ذكر فيها: «في لقاء للجعفري ضم عدداً من مسؤولي المسفرين والإيرانيين الذين دخلوا العراق بعد الاحتلال وعدهم بتوزيع قطع أراضٍ سكنية لهم بين (الدجيل وسامراء)، وبناء دور سكنية من قبل الحكومة لإسكان فيها ما يقارب مليون من الإيرانيين الذين تم تجنيسهم، وذلك بغرض الربط بين قم وكربلاء والنجف وبغداد وسامراء، ولتسهيل عملية التجنيس للإيرانيين فقد تم فتح فرع للجنسية العراقية في إيران، كما عملت الأحزاب الإيرانية على تغلغل عناصرها في كافة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والتعليمية والسياسية وغيرها واحتلال المناصب المهمة والحساسة التي تمكنهم من مقدرات الدولة العراقية وقرارها السياسي، كما يعمل مؤسسو هذه الأحزاب على تأسيس قوى وأجهزة أمنية خاصة بهم في المناطق، وذلك لتصفية خصومهم حتى من الشيعة العرب الوطنيين الرافضين للتبعية الإيرانية». (انتهى)
العملية لم تنته عند توطين الإيرانيين في العراق، بل تجاوز ذلك إلى فتح فرص العمل والتدريب لهم وتقديمهم حتى على شيعة العراق العرب، وها هو تقرير آخر نشر على شبكة «البصرة» بتاريخ 14 أغسطس 2014 تحت عنوان «خفايا صفقة طائرات أف/16 لحكومة نوري المالكي وحقيقة تدريب الطيارين (العراقيين) من أصول إيرانية في أمريكا»، حيث يقول: «إن أمريكا رفضت تدريب طيارين، بعد أن حصلت على معلومات موثقة بأن هناك خمسة طيارين من أصول إيرانية تم ترشيحهم وبالاسم من قبل الحرس الثوري الإيراني لغرض الذهاب إلى هذه الدورة التدريبية، ومن جملة أسباب هذا الرفض هو أن هناك معلومات وصلتهم بأنه من الممكن أن يقوم أحد الطيارين بقصف مقر السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء أو حتى القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق إذا طلبت منه من خلال فتوى دينية من مرجعه، ولن يتردد ولو لحظة واحدة بتنفيذ مثل تلك الفتوى التي صدرت له من مرجعه الديني المقلد له». (انتهى)
إذن هي الشعوذة الإيرانية التي تمارس داخل وخارج العراق، حيث يتم تنفيذ نفس مخططات الاستبدال ومسح الهوية لبعض الدول الخليجية باستغلال نفوذ بعض المسؤولين الموالين لإيران الذين يشغلون مناصب عليا في مختلف مؤسسات هذه الدول والمقربين منهم من أصحاب القرار، وأن هذا التغلغل أصبح جلياً في بعض هذه الدول، خصوصاً في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وقد تكون بعض هذه الدولة شأنها شأن لبنان التي أصبحت جميع مؤسساتها في قبضة ميلشيات حزب الله.
إذن يا أهل الخليج إيران لا تملك قوة عسكرية ولا شجاعة محاربين، ولا تغرنكم صواريخ عاشوراء وشهاب وحسين، فقدراتهم لا تتجاوز قدرة سوبرمان في أفلام الأطفال، وأما محاربوها، فلا يقدرون إلا على ذبح الأطفال، وأن كل ما تملكه إيران هو قدراتها في الشعوذة الذي أخذته عن أجدادها الدجالين، الشعوذة هو المكر، والذي أحسن وصفه الشيخ الشعراوي رحمه الله «المكر: مأخوذ من التفاف الأغصان بعضها على بعض بحيث لا تستطيع إذا أمسكت ورقة من أعلى أن تقول هذه الورقة من هذا الفرع، والماكر يصنع ذلك لأنه يريد أن يلف تبيبته حتى لا يكشف عنه، وما دام يفعل ذلك فاعلم من أول الأمر أنه ضعيف التكوين، لأنه لو لم يعلم ضعف تكوينه لما مكر لأن القوي لا يمكر أبداً، بل يواجه، كقول الشاعر
وضعيفة فإذا أصابت فرصة قتلت كذلك قدرة الضعفاء».
ولكن يبقى قول الله سبحانه وتعالى هو الغالب، فأبشروا وتباشروا وتيقنوا بأن نهاية الشعوذة والمكر الإيراني سينقلب عليها، فليس هناك من أصدق من الله قيلا.