الوفاق تستخف بشعب البحرين وتخدع الناس وتعتقد أنه قد يصدقها أحد، هذا كله ما تعتقده الوفاق وتظنه حين تدين -على حد زعمها- أعمال الحرق وتدعي أنها مشبوهة ومحل إثارة، وهنا لا بد أن نعيد فتح الدفاتر ونتصفح السجلات ونشغل التسجيلات، ونبدأ من الدوار حيث نصب الخيام وإغلاق الشوارع ومحاصرة الناس وحفر الخنادق والتفجيرات والخطف والقتل والتعذيب والهجوم على المدارس والجامعات، وقطع الشوارع وحرق الإشارات المرورية ومحطات الكهرباء الفرعية واحتلال مستشفى السلمانية وتفجير رجال الأمن وقذفهم بالنبال والأسياخ.
من فعل كل هذا؟ هل هي أشباح خرجت من المقابر أم قوم عاد أو قوم فرعون؟ بالله عليكم قولوا لنا من فعل هذا؟ ألست ميلشياتكم؟ ألست أنتم؟ ثم من أفتى بالحرق والقتل والدهس والسحق؟ هل خرجت من قبرها جولدا مائير وأفتت بهذا أم شامير؟
لم ننتهِ بعد؛ فلا زال الكثير لدينا ونذكر بعضه وهو تهديد علي سلمان بإعادة البحرينيين من أصول مصرية إلى بلدهم في توابيت، هل هذه السلمية؟ وتهديده إذا تم إغلاق الوفاق فستكون البحرين عراق ثانية؟ وها هو يصر على لغة التهديد في خطبة الجمعة بتاريخ 4 أكتوبر 2014 حيث قال «وأحد أمراض الأنظمة الاستبدادية أنها تقع في استخدام العنف والبطش والقوة ضد المواطنين، وهذا المرض يأخذ في الاستشراء، فالقوة تغري باستخدام أساليب قوة أخرى وكذلك البطش والعنف».
أليس استخدام أساليب قوة أخرى هو الإرهاب؟ أليست هي التفجيرات أم أن هناك أساليب قوة أخرى لم يخرجها لنا بعد؟ لأن كل هذه التفجيرات والأعمال الإرهابية لا زالت في نظره سلمية ولم تصل بعد إلى درجة تحويل البحرين إلى عراق ثانٍ؟ ألم يهدد علي سلمان أن المساس بعيسى قاسم سيغير وجه ومستقبل البحرين؟ حيث قال: «لقد مس نظام العراق المرجع الصدر الأول فغير ذلك وجه ومستقبل العراق، والمساس بعيسى قاسم سيغير وجه ومستقبل البحرين»، إذاً فهل هذا التغير يعني أنه سيزرع رأس البر ومنطقة الصخير بالورود والرياحين، أم التغير الذي يعنيه هو سفك دماء وتفجير وإرهاب، أم يعني الحرس الثوري الإيراني سيحتل البحرين كما فعل في العراق، وهو التفسير الأصح، وذلك عندما ربط تغير وجه ومستقبل البحرين بتغير وجه ومستقبل العراق.
إذاً أين تقع هذه الإدانة بين كل هذه التهديدات؟ هل هذه لغة وأفعال من يدين أعمال الحرق؟ ثم كيف نصدق هذه الإدانة من جمعية تحتمي بإيران وتدافع عن إيران وتبارك إيران وتعتبر دولة العراق نموذجاً، وتبارك بشار على ذبح شعبه، وتهدد البحرين بتدخل أممي، ثم تأتي بعد كل هذا لتدين ببضع كلمات عمليات الحرق وتبرئ نفسها منها، في الوقت الذي يتولى محاموها الدفاع عن كل غرهابي تثبت عليه تهمة اشتراكه في أي جريمة إرهابية من عملية تفجير أو من قتل أو من حرق وتطلق عليهم سجناء رأي، أليس هذا الدفاع والتبرير هو بذاته جريمة؟
ولا زلنا نتصفح السجلات ونشغل التسجيلات، ونذكر هنا أيضاً ما سمي «براكين اللهب» أثناء مسابقــات الفومـــولا 1، وتهديد جلال فيروز بأنه لن تمر الفورمولا دون إيصال صوت البحرينيين، حيث وصلت العمليات الإرهابية حتى جسر المحرق، أم أن هذه في نظر الوفاق ألعاب نارية تستقبل بها الفورمولا 1، وهي في نظرها عملية سلمية لا تخرج عن إطار حرية الرأي والمطالبة بالحقوق.
نقول للوفاق مرة أخرى إن شعب البحرين ليس فاقداً للوعي وغائب الإدراك، ولا يمكن أن ينطلي عليه غشاً ولا دساً، فهو عاش مرارة المؤامرة وعرف حجم الإرهاب الذي مارسته الوفاق، والتي لا زالت تمارسه حتى الآن، كما يعرف شعب البحرين نوايا الوفاق ويعرف أبعادها وآفاقها وامتدادها، ولا يمكن أن يقبل هذه الإدانة وإن توضأ أمينها العام ومساعده وأقسما على القرآن، فهو قسم قد عرفنا أبعاده، وذلك عندما نكثوا بالقسم الذي أقسموه تحت قبة البرلمان ثم نكثوا به دون خوف من وعيد الله، ومن ينكث بعهد الله لا يمكن بعد ذلك أن يؤتمن أو يصدق أو تقبل بشهادة له، وها هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرح فيه صاحب هذه الخصال: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر»، ونترك لكم هنا الفصل فيمن اجتمعت فيه كل هذه الخصال، فهل يمكن أن يصدق له حديث بعدها.