الإرهاب ورقة خاسرة لمن يحاول أن يضع حجر الضلال في مسيرة الإصلاح، ولاشك بأن الإرهاب دائماً يرتد على أصحابه بالسوء، فليس الإرهاب عملاً جليلاً يصب في صالح المجتمع؛ بل هو بؤرة فساد بكل المعاني، والتي تعكس أهداف ورسالة البعض بأن الترهيب وسيلة مثلى وسريعة لسماع نعيق كل ما هو شاذ، ففي الوقت الذي يكون فيه الانتخاب حق وطني يظن البعض بأن المقاطعة حرية شخصية وأن أرواح وممتلكات الناخبين والمرشحين الخاصة عرضة لإجرامهم وحقدهم الدفين على كل ما هو وطني.
نؤمن بالمعارضة السياسية التي تبتغي إصلاح الوطن من خلال قيامها بدور المراقب الذي يجعل من التقويم هدفاً سامياً لرقي البلد، نؤمن أيضاً بالمعارضة التي تبحث عن بصيص أمل في الحياة الديمقراطية، لا أن تترصد للوطن حتى تقع وتتفكك. كل المعارضون السياسيون أينما كانوا في دول العالم خيرهم لبلدهم وأهلهم إلا بعض المعارضين هنا في البحرين، فهم دائماً يرتقبون الموعد الذي يقدمون فيه البحرين قرباناً لدول تحرضهم على الإرهاب والخيانة. فالخيانة بكل أشكالها ممقوتة، وخيانة الوطن هي أشدها بغضاً، فإن ضاع الوطن ضاع كل شيء؛ الأمن والأمان والحرية والدين ولا يبقى بعد ذلك إلا إطلال وطن ضائع.
ففي الوقت التي تسعى فيه الحكومة بتمسك المواطن بالديمقراطية الحرة يأبى بعض المعارضين أن يمارس المواطن حقه في الترشح والانتخاب فينهال على كل من استمسك بحقه بوبال من الترهيب والتخويف والتخوين والإدانة ويسقط للمرة الألف قناعهم الذي يلبسونه أمام العالم بأن ما تناشده هذه الجماعة الإرهابية يتعارض مع مفاهيم الحريات والديمقراطيات، وما حرق سيارات المرشحين والتعدي على ممتلكاتهم إلا دليل على وحشية المعارضة في كيفية تناول القضايا المختلفة منها الممارسات الحرة في الانتخابات ودليل قاطع على فضائحهم وجرائمهم.
من الصعب أن يلملم المرء أوراقه في مهب الريح وهذه المعارضة تحاول جاهدة أن تستجمع مكانتها وهيبتها السابقة أمام العالم ولكن دون جدوى، فأوراقها تناثرت وكشفت أنها لا تستطيع أن تكون كما كانت فهي الآن تستخدم أوراقها الإرهابية في محاولة بائسة لاستعادة أمجادها عندما كان أتباعها وجمهورها يؤمنون بأهدافها ورؤيتها الملائكية كما يتصورها البعض، فالمعارضة تستخدم قانون الإرهاب لإسكات وتخويف الناس، فالمرشح والناخب ليس بحاجة إلى مزيد من الحريات بقدر ما هو بحاجة إلى قانون تقيد فيه يد الإرهاب بل تقطعه بدءاً من الرأس، فالتطاول والإرهاب اللذان تمارسهما هذه المعارضة اليوم هي حصيلة سنوات غابرة مارست فيه الإرهاب والتخويف بدون قيد أو قانون يردعها منذ ذلك الوقت.
المشهد السياسي في البحرين ينبئ بإقبال كبير من قبل الناخبين كما كان الإقبال على الترشح، ولكن تبقى تلك الفئة التي حرمت من حقوقها الدستورية والوطنية في الترشح بقوة الإرهاب، فإما أنها ظلمت نفسها من الحق الوطني أو أنها سمحت للبعض بأن يظلمها بإرادتها، فالتحديات السياسية يجب أن توازن بين مقاييس الفرد الشخصية وبين مقاييس الجمعية أو الحزب أو الكتلة التي ينتمي إليها الفرد وإلا لضاع الحق ورجعنا إلى الوراء مقيدين بالإرهاب.